سعدت قبل عامين بزيارة محافظة الدرعية العريقة؛ وتحديدا منطقة «البجيري»، في تلك الأثناء هالني مشهد الترميمات المتقنة جدا في تلك المنطقة التاريخية التليدة التي تستحق كل ذلك الاهتمام. كتبت حينها مقالا نشر في «عكاظ»، وفسره البعض من العاملين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمحافظة العُلا أنه بمثابة التحامل على أشخاصهم، وهاتفني مهندس وأوضحت له أن ذلك لم ولن يأتي في سياق التحامل أبدا بقدر ما كان من نظرة مشفقة مني إلى ما آل إليه وضع البلدة القديمة التاريخية بمحافظة العُلا، التي تعود بتاريخها إلى أكثر من ألف عام وتستدعي ضرورة المسارعة إلى إنقاذها من وضعها المتردي، والوصول بها إلى المستوى الذي يجعلها أكثر إشراقا وأجمل بهاء في أعين كل من ينظر إليها متى ما امتدت لها عين الرعاية والاهتمام لتجعل منها معلما مهما. وتتسارع الأيام وتمضي الأعوام ويكتب الله أن أزور الدرعية للمرة الثانية هذا العام، ويزداد إعجابي بها، ولم أخفِ سعادتي البالغة كغيري بخبر تأسيس الهيئة الملكية للعُلا وهيئة أخرى لتطوير بوابة الدرعية، وكل ذلك بلا شك جاء منصبا في مصلحة الوطن الغالي، وأن البلدة التاريخية في محافظة العُلا لن تبقى بوضعها البائس، وأن يد الخير الحانية من لدن خادم الحرمين وولي عهده الأمين ومن حكومتنا الرشيدة ستنتشل تلك البلدة التاريخية القديمة من وهدتها وتقديمها كتحفة نادرة هدية للوطن الغالي، وأن التفاؤل سوف يمضي بنا إلى أبعد مما نتخيل إن شاء الله، وإلى الحد الذي ستتحقق معه كافة الأمنيات، كيف لا والعُلا أصبحت اليوم حديثا شيقا للقاصي والداني، فالأقلام التي تناولت العُلا بالكتابة كلها تثني بالشكر والإعجاب والتقدير، وتشير إلى تلك النظرة الثاقبة من ولاة أمرنا، حفظهم الله وأمدهم بدوام نصره وعزه وتمكينه. * عضو المجلس البلدي بمحافظة العلا سابقا.