يدور الحديث في هذا العقد من الزمن وعلى مدار الساعة، بل وأصبح حديث الصحف والأدوات الإعلامية عن السينما والحث على البدء في هذا النشاط، ولكن هذا الحث كان «محثوثا» جدا وتفردت به الصحف عن طريق الكتاب والنقاد. وأنا «وأعوذ بالله من كلمة أنا» في الحقيقة لم أسمع كلمة واحدة عن هذا الموضوع لا في بيتي ولا في المجالس، التي أتردد عليها وهي في الواقع قليلة، ولكن تظل شريحة من نبض المجتمع. وبعد تمحيص عميق ودقيق (وطحين) فكر، وجدت أن التفسير الوحيد المنطقي لهذا الصمت في الخوض في موضوع السينما هو أن الناس (طفشت) يا عالم (طفاشاً) لا قبله ولا بعده فقد قتل هذا الموضوع بحثا حتى سال دمه، وكما تعلمون أن هناك مقولة هي أن الضرب في الميت حرام. يا جماعة سينما إيه وهباب إيه يا سعادة البيه. الناس شغالة تحجز أماكن على القمر وسيارات تمشي من حالها في حالها ولا على بالها. لا سواق ولا هم يسوقون. وإلخ.. وأنتم تتكلمون عن السينما. انسوا الموضوع أولا، لأنه حتى الآن لا نعلم من الجهة المسؤولة عن ذلك، هل هي هيئة الترفيه أو هي أي هيئة أخرى. وطبعا حلني حتى نعرف تلك الجهة شوف كم جيل. وبعدين بعد ما نعرف الجهة المختصة لابد من لجان وبعدها تبدأ الاجتماعات. وتقرير المواضيع التي ستدرس ومن ثم ومن ثمتين. وشوية، بل شويتين اختلاف في الرأي واختلاف الرأي لا يفسد «للفيلم» قضية. ولكن يجعلهم يعلقون الاجتماعات على شماعة إلى أجل (ما يتسماش) وربما إلى أجل «مسمّم»، وبعد أخذ ولت وعجن بدون خبيز وضغط (وسكر) من وكلاء الجمهور طبعا الكتّاب مثل حضرتنا - ولا فخر- تعود الاجتماعات وبعد لتين ولتية والأفكار هيه هيه يصلون إلى حلول نص ونص يعني «سر علانية»، المهم أن تفاصيلها هذه الحلول تحتاج لمقال آخر، لأنها طويلة جدا وأطول من الرمش الطويل وغيره إنما خلّينا نخش على النهاية حتى لا نطيل على القارئ الذي هو زهقان (خلقة) من كثر الكلام وقل الفعل، المهم أعلن عن بدء فتح دور السينما وبدأ المدح لهيئة الترفيه من جمع من النَّاس، وكما بدأ في نفس الوقت الردح من جمع آخر المهم اشتغلت السينما وحضر الجمهور وبعد نصف ساعة خلص الفيلم طبعا من التقطيع والتوصيل ولزوم الذي منه والذي ليس منه. فخرج المتفرجون وهم يصيحون (سينما أونطة هاتوا فلوسنا) ويا كد مالك خلف. وطلعت الحكاية كلها فيلم في فيلم.