تعد إيناس الدغيدي واحدة من أكثر المخرجات إثارة للجدل في تاريخ السينما المصرية. فمنذ عرض أول افلامها الروائية عام 1985 دأبت الدغيدي على معالجة موضوعات شائكة في أفلامها كان المخرجون في العالم العربي يتجنبونها نظرا لحساسيتها الدينية والاجتماعية الشديدة. لكن يحسب للدغيدي انها أول مخرجة في العالم العربي تتناول قضايا المرأة بشكل صادق وواقعي. وتعرضت الدغيدي لانتقادات لاذعة من الشخصيات المحافظة في مصر لكن أفلامها حققت نجاحا شعبيا كبيرا. وعن هذه النقطة قالت الدغيدي في مقابلة مع تلفزيون رويترز بمكتبها في القاهرة «الفن بقى لنا فترة للاسف ان اللي بيحاسبنا مش الرقابة احنا كنا زمان الصراع مع الرقابة الصراع النهارده بقى صراع مع الجمهور لان احنا اما بندخل السينما بتبص تلاقي ان الجمهور هو اللي بيعترض على مشاهد الرقابة سايبها او الرقابة شايفه ان هو شيء جوه الحدث الدرامي فمش متكلمة فيه لكن الجمهور واصحاب دار العرض يعني اصحاب السينما يعني مدير السينما بيروح يقص الفيلم يقول عشان الجمهور مش عاجبه المشهد ده يعني عشان الجمهور يطلع مستاء من المشهد ده فوصلنا لمرحلة من حوالي ست سبع سنين انه اصحاب دار العرض هم اللي بيراقبوا الفيلم والموزعين هم اللي بيراقبوا الفيلم وظهرت حكاية السينما النظيفة وكل الكلام الغريب ده الي ماكانش موجود في الفن خالص. وماكانش عندنا الروح دي في الفترة دي والناس لما اتثبتت اكتر وبقت في مجلس الشعب طبعا احنا الحمد لله لسه العقل المستنير هيبقى هو الاغلبية وان طبعا هيبقى فيه منافسة. بس هو الخوف ان هم باصين للفن بنظرة رجعية جدا وبنظرة متخلفة جدا وبيحاكموه محاكمة اخلاقية والفن ما يتحاكمش محاكمة اخلاقية الفن لازم تكوني حرة ولازم تكوني عندك تخيل ويكون عندك خيال وتقدمي كل شيء بصراحة ووضوح.» وأشارت الدغيدي الى ان المناخ السينمائي في مصر تغير الآن. فبعد ان كانت الدغيدي تواجه مشاكل مع الرقابة للموافقة على أفلامها فانها تقول ان الجمهور الآن هو الذي يعترض على أفلامها. وأضافت «أعتقد ان أسباب مشاكل السينما المصرية التفاوت الكبير بين الجمهور انه فيه جمهور مثقف فعلا وبانا باشهد كده وهم اقلية وفيه جمهور غير مثقف وغير واعي وهم اغلبية وان تلات تربع الجمهور اللي بيروح السينما هو الجمهور غير المثقف هنقول ان سبعين في المية جمهور والباقي طلبة او الشباب وكده ودول يمكن يكونوا مستوعبين الافكار وعندهم ثقافة والكلام ده الموضوع ده بيخلي الفنانين نفسهم مش عارفين يتكلموا مع ... اتكلم بأي اسلوب. هل اتكلم بفكري انا او اتكلم عشان ارضي الفكر اللي هو بيروح السينما فبالتالي بتعملي افلام لو عملتي افلام فيها بعد ثقافي او بعد اجتماعي بشكل كبير بتبصي تلاقي ان الجمهور مش مستوعب ده ومش عاوزه ولما بتعملي افلام بسيطة وكوميدية وسطحية... هتلاقي ان الجمهور بيحب النوعية دي من الافلام.» ومن أنجح أعمال الدغيدي «مذكرات مراهقة» و«كلام الليل» و«الباحثات عن الحرية» وتعكف الدغيدي حاليا على اخراج فيلم جديد بعنوان «ما تيجي نرقص» مقتبس من قصة الفيلم الأمريكي «هل سنرقص» وأسندت دور البطولة فيه للممثلة المصرية يسرا. وعن الفيلم قالت الدغيدي «أنا ما أخدتش الفيلم زي ما هو. أخدت الفكرة عجبتني قوي فكرة الانسان اللي محبط واللي عنده مشاكل داخلية كتير والي عنده روتين الحياة تقيل كدة وانه يطلع من ده في انه يروح يرقص.» وتقول يسرا انها اعجبت بفكرة الفيلم لانها تعشق الرقص. وقالت لتلفزيون رويترز «أنا بأحس ان الرقص شيء ممتع جدا بيخليكي تفوقي يعني كل الطاقة السلبية اللي في حياتك بتخرجيها في الرقص أنا باروح لبيتنا مسامحة كل الدنيا مبسوطة.»