القاهرة - سباعي إبراهيم انتقد دبلوماسيون وبرلمانيون وخبراء محاولة قطر "تشعيب" الأزمة الخليجية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والمماطلة في الاستجابة للمطالب من خلال إدخال أطراف جدد وعدم العمل على الوصول إلى حل سريع للأزمة. ونبه هؤلاء إلى أن قطر أصبحت تستقوي بأطراف دولية وإقليمية من بينها إيران وتركيا في محاولة لتهديد الأمن القومي الخليجي والعربي وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة وشق الصف العربي وتبني أجندة تتعارض مع المصالح العربية العليا وثوابت الأمن القومي العربي. وأكدوا على ضرورة أن تقوم هذه الدول بمد الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الغربية التي تقوم بالوساطة الدولية بالأدلة الدامغة التي تثبت تورط قطر في دعم ومساندة الإرهاب والجماعات الإرهابية وزعزعة الاستقرار العربي والإقليمي والدولي. وقال السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن الزيارات التي يقوم بها وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عبارة عن وساطة دولية تصب في خانة التزام الموقف القطري بالشروط ال13 المحددة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وأضاف حجازي أنه سيتم إبلاغ الوساطة الأجنبية بما فيهم الوزير الفرنسي بالأدلة التي تؤكد تورط قطر في زعزعة الاستقرار الإقليمي ودعم ومساندة الإرهاب. وأردف أن الدول الأربع ستظل على موقفها وهو ما سيجعل قطر تدفع تكاليف العند ورفض التخلي عن الإرهاب، وسيؤدي إلى قيام دول العالم بالضغط عليها، وليس محاولة إيجاد مخارج وحلول لم تعد مقبولة في ظل حديثنا عن الموقف الدولي الشامل والتحالف ضد الإرهاب. من جانبه، قال د. سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن زيارة وزراء خارجية بعض الدول الأجنبية للدول العربية جاء لدعم دور الوساطة التي تتبناه دولة الكويت لحل الأزمة، مشيراً إلى أن قطر تحاول تصعيد الأزمة معتمدة على الدعم الإيراني والقواعد العسكرية التركية بها. وأكد د. اللاوندي أن موقف وزراء خارجية الدول الأربع لن يتغير لأنها مصممة على تنفيذ المطالب ال13 دون تفاوض أو نقاش. ونبه إلى أن الدوحة تسعى لإطالة أمد الأزمة بينها وبين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مثل الأزمات الأخرى بالمنطقة العربية في سورية والعراق واليمن وليبيا. بدوره، لفت د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن قطر لا تزال تراوغ في موقفها ولا توجد مؤشرات على أنها ستستجيب وتعول على المواقف الخارجية. واستطرد د. فهمي أنه لن يكون هناك حل في الأزمة القطرية مع الدول الأربع بسهولة كما يظن البعض بسبب التعنت القطري، بالإضافة إلى أن الموقف للدول الأربع قوي وصريح ويستند إلى دلائل واضحة بتورط الدوحة في دعم الإرهاب. وعبر عن اعتقاده بأن الحل الوحيد للأزمة الآن هو الضغط الأميركي على قطر، فإذا نجحت واشنطن في الضغط ستخضع قطر وتقدم تنازلات للخروج من الأزمة. من ناحيته، ذكر اللواء طلعت موسى الخبير الإستراتيجي أن قطر ستزداد جحوداً وإرهاباً أكثر مما كانت عليه، مشيراً إلى أن قطر ترتمي في أحضان الدول الإرهابية. وأفاد اللواء موسى أن دول "رعاية الإرهاب" هدفها هو زعزعة استقرار مصر ودول الخليج لبسط نفوذهم فضلاً عن الدول التي تم استغلال أراضيها لمصالح دول أخرى متصارعة لتصبح ساحة حرب وهي ليبيا واليمن وسورية والعراق. وأضاف أن قطر متورطة في الجرائم التي ارتكبت في هذه الدول، مشدداً على أن الدول المُعتدلة تقدم ما يُثبت ذلك للمحكمة الجنائية الدولية لإثبات أنها دولة داعمة للإرهاب والتطرف.