تنام الدوحة على رمال «التناقض والتضاد»، ويهجع خلف الأبنية الفاخرة والمنازل الترفة مجموعة وصفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ب«المقاتلين والممولين والأيديولوجيين». وغاصت الصحيفة الأمريكية في «عاصمة التباهي والتفاخر» التي تضم كل المتناقضات، وخرجت الصحيفة بنتيجة مفادها أن «السكان والوافدين يمتزجون بالمنفيين السوريين والإسلاميين الليبيين وقادة سودانيين». وحاولت الصحيفة أن تقرأ التناقض وتفككه، بيد أن الأمر يبدو ضبابياً، فرغم وجود قاعدة أمريكية تضم نحو 10 آلاف جندي أمريكي في العديد، إلا أن الدوحة تستضيف 100 مسؤول من طالبان وعائلاتهم، إلى درجة أن عوائل طالبان تتسوق بجانب العوائل الأمريكية في متاجر الدوحة. «التناقضات القطرية» التي يعرفها جيرانها الخليجيون جيداً، ظهرت منذ وقت مبكر، إذ تحتضن الدوحة قيادات الإخوان المسلمين مع حماس، في وقت تمد أواصر العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تحت غطاء التمثيل التجاري. وانطلقت الطائرات الأمريكية من أرض قطر لغزو العراق، بيد أن «إمارة التناقضات» تستضيف جزءا من عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد سقوطه، وعددا من قيادات البعث العراقي. ولعبت قطر أدواراً متناقضة ومشبوهة في اليمن، رغم مشاركتها في التحالف العربي لاستعادة الشرعية، قبل أن تطرد، بعد ثبوت تواصلها مع الانقلابيين ودعم جماعات إرهابية داخل اليمن. ورغم توقيع الدوحة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على مذكرة تفاهم حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله، خلال زيارة ريكس تيلرسون إلى الدوحة أخيراً، إلا أن الدلائل تشي باستمرار دعم الدوحة للجماعات المتطرفة في ليبيا وسورية. كما لا يزال «صنبور الدعم القطري» مفتوحاً بسخاء على وسائل إعلام ورجال دين متشددين يروجون للتطرف ويبثون خطاب الكراهية. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن آل ثاني استقبلوا رجل الدين المتشدد ومفتي الإخوان المسلمين الإرهاب يوسف القرضاوي، وعائلة صدام حسين، وأحد أبناء أسامة بن لادن، وأمير الحرب الشيشاني زيليمخان يانداربييف، الذي اغتيل في المدينة من قبل عملاء سريين روس عام 2004. واختتمت الصحيفة تقريرها بأنها هي البلاد التي يلجأ إليها المشوشون وغير المرغوب فيهم في بلادهم، بحسب كتاب ديفيد وربرت حول قطر.