بخط تميم قطر ندينه، وعبر الوثائق نكشف غدره للعهود والمواثيق، الأمر الذي يثبت قطعا تهرب نظام قطر من الوفاء بالتزاماته، وانتهاكه الكامل لما تعهد به رسميا أمام قادة دول الخليج. الوثائق التي نشرتها شبكة «سي إن إن» وشملت اتفاق الرياض (2013) واتفاق الرياض التكميلي (2014)، تؤكد المؤكد، وهو أن تميم قطر عاهد فغدر، ووقع الاتفاقية ففجر. وكان بإمكان النظام القطري تجاوز الفضيحة المدوية أمام العالم والالتزام بالاتفاقية في حينه، وعدم الدخول في العزلة السياسية التي يعيشها حاليا، خصوصا أن المطالب ال13 التي قدمت للنظام القطري كانت للوفاء بتعهداته والتزاماته السابقة في اتفاق الرياض والاتفاق التكميلي، ولم تكن جديدة في الطرح إلا أن تعنت النظام وارتماءه في أحضان النظام الإيراني ودعمه للتنظيمات الإرهابية وتمويلها. لقد كشفت الوثائق أن تميم قطر وقع بخط يده على كافة البنود التي طالبته بها الدول الخليجية، أمام الملأ، كما وقع على بند مهم يمنح دول الخليج الحرية في اتخاذ إجراءات ضد قطر في حال عدم التزامها، بمعنى أن الإجراءات التي اتخذت أخيرا بحق قطر تعتبر شرعية، لأنه أُنذر مسبقا وفي اتفاق مكتوب، إلا أنه رفض الاتفاقيات. وعندما نتحدث عن بنود الوثائق فهي تشمل وقف دعم تنظيم الإخوان، وطرد العناصر التابعة له، وعدم إيواء عناصر من دول مجلس التعاون تعكر صفو العلاقات الخليجية. ومن البنود الالتزام بالتوجه السياسي الخارجي الذي تتفق عليه دول الخليج، وإغلاق المؤسسات التي تدرب مواطنين خليجيين على تخريب دولهم، وعدم تدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون. قطر نكثت بالعهود ورمت بعرض الحائط كل التزاماتها واستمرت في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ودعمت الفئات المارقة والمعارضة لدولهم. ورغم توقيع تميم على الاتفاقيات التي تمنع تمويل الإخوان، في جُملة العهود التي نقضتها قطر مع دول الخليج، إلا أنه استمر في دعم تنظيم الإخوان المسلمين، الذي استوعب العالم خطورته والإرهاب الذي يمارسه إلا الدوحة، التي رفضت اعتبار الإخوان مصدراً لزعزعة أمن الخليج العربي. فصل فضائح قطر لا ينتهي.. ولكل فصل حكاية عن الخيانة والتآمر. نظام قطر حمل أبشع صور الخيانة والارتماء في حضن الدولة الراعية للإرهاب، والمنافحة عن عناصر إرهابية.. الحساب قادم لا محالة.