وطن شامخ يتجدد ليواكب العصر يقدم أطروحاته التي أقامها على ثوابت راسخة لتساير كل مراحل التاريخ. ولتبقى هكذا نموذجا يستحق التأمل والاحتفاء بمضامينه. هكذا هي المملكة بإرثها وتاريخها ومواقفها.. نموذج فاخر مشرف في التماسك الوطني في الملمات قبل المسرات. وأرضية صلبة يقف عليها أصحاب القرار.. تحدث عنها بطلاقة ووضوح كل هذا الإجماع المذهل على خطوات القيادة في كل اتجاهاتها ففي كل المواقف نجد وطننا يتسامى ويتأنى ويتحلى بكثير من الحكمة والصبر والبصيرة يكتم غيظه كثيرا ويراعي أشقاءه طويلا ويحرص على التماسك ويمارس أعلى درجات الحلم والتغافل وتمرير كثير من تصرفات (البعض) رغبة في منحهم فرصة اكتشاف أخطائهم وتعديلها. لكنه حينما يجد أن الأمر يتطلب الحزم يكون حاسما وحازما وقويا ليضع الأمور في نصابها ويعيد الأشياء لأماكنها الطبيعية التعامل مع قطر اليوم مثال واضح لذلك كله، فالمملكة لسنوات طويلة ظلت تداري وتغض الطرف وتتحلى بكثير من الصبر وهي ترى ما يحاك ضدها. لم تتحدث بشيء، ولم تتخذ أي خطوة لرغبتها في الالتزام بقيم الأخوة والقرابة والجوار لكن حينما زادت وتيرة العمل ضدها وضد أشقاء آخرين ومنطقة بأكملها وأمة بتراثها وأصالتها، بات عليها اتخاذ موقف يضع حدا فاصلا فكان قراراها بحزم وعزم وقوة إرادة أما داخليا: فوطننا يمثل أنموذجا لأعظم وحدة في التاريخ الحديث. إذ كلما تزايدت التحديات من حوله ازداد تماسكا وألقا وبريقا.. بل كان أشد قوة وحضورا بحمد الله وتوفيقه. وكلما اتسعت دائرة المتربصين به وبمقدراته ألجمهم بدرس جديد.. ومفيد. ظهر ذلك جليا في درس قيادي عَظِيم انتقلت معه ولاية العهد بسلاسة فالتسليم والاستلام جرى في صورة معبرة تستحق أن تكون درسا لكل شعوب العالم في كيفية تداول السلطة واستمرار مسيرة العمل والعطاء بمحبة وتقارب وتأييد لتبدأ مرحلة جديدة تخطو معها المملكة نحو مستقبلها محافظة على مكانتها وقوتها وهيبتها بحكمة قائدها ومليكها الحازم. وبفضل خطواتها النوعية التي ينسجها بطموح متقد وفكر شاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «فالقائد هو تاجر الأمل» كما قال نابليون بونابرت والأمير الثلاثيني هو «صانع الأمل السعودي». هو يقينا مهندس المستقبل السعودي الزاهر وعراب التحول الوطني المنتظر. علمّنا منذ مجيئه أن يطل علينا بهيّا مستبشرا واثقا وهو يتحدث عن رؤية متقدمة لوطن بحجم أمة. ويقول بلهجة حالمة وحاسمة «نحن نفكر بطريقة مختلفة وأحلامنا كذلك». فالأمير الذي قرأ ل ونستون تشرشل و«صن تزو» ولآخرين تعلم كيف يسبق بخطواته المستقبل.. وكيف يختار أجود ما بداخله ليقدمه لوطنه فكرا وعملا دون أن يحوجهم للانتظار والتخمين إذ يمضي بمشروعه الفاخر وغاياته البعيدة دون كلل مستمدا قوته من إيمان عميق وتاريخ أصيل وقيم عظيمة