يعكس الإعلان الأمريكي الجديد عن رصد استعدادات النظام السوري لهجوم محتمل بأسلحة كيماوية في مطار «الشعيرات»، عدم استيعاب بشار الأسد لرسالة واشنطن بقصف هذه القاعدة في أبريل الماضي بعدد 59 صاروخ توماهوك. ويؤكد التحذير، الذي ورد على لسان المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسر أمس الأول، من أنه إذا شن الأسد هجوماً آخر بالكيماوي فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً، عزم إدارة الرئيس ترمب على التصدي لجرائم النظام الدموي في سورية ضد شعبه، كما يؤكد أيضا وهو ما يبدو أن الأسد لم يستوعبه بعد أن ترمب ليس أوباما، وأنه إذا كان قد استغل تراخي وتردد الإدارة الأمريكية السابقة في قتل وتشريد مئات الآلاف من السوريين، فإن التوجه الأمريكي الجديد لن يسمح له بأي حال من الأحوال على فعل ذلك. وعلى نظام الأسد الفاقد للشرعية أن يدرك جيدا أن ساعة رحيله قد دقت وأن نهايته اقتربت أكثر من أي وقت، خصوصا بعد أن اتخذت الولاياتالمتحدة سلسلة من الإجراءات خلال الأشهر الثلاثة الماضية والتي تكشف استعدادها لتنفيذ ضربات، أغلبها ضد قوات النظام السوري ومسانديها من الميليشيات التابعة لنظام الملالي.