فيما أقرت قيادة التحالف الدولي بتنفيذ غارات جوية ضد أهداف لتنظيم داعش المتشدد في بلدة الميادين السورية خلال الأسبوع الجاري، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» جيف ديفيس أمس، أن واشنطن رصدت نشاطا مشبوها في مطار الشعيرات السوري التابع لنظام الأسد، ما يوحي بوجود استعدادات جارية لاستخدام أسلحة كيميائية. وكان متحدث الرئاسة الأميركية شون سبايسر، قد أكد في بيان نشر أول من أمس، أن الاستعدادات الحالية تشابه التجهيزات التي اتخذت قبل الهجوم الكيماوي في 4 أبريل الماضي، واستهدفت بلدة خان شيخون في ريف إدلب وسقط خلالها 100 مدني وأصيب 400 آخرون، محذرا الأسد من مغبة شن هجمات جديدة. كما شددت سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة نيكي هالي من لهجتها، حيث صرحت بأن أي هجوم جديد على الشعب السوري لن يلام فيه الأسد وحده، بل سيتم توجيه التهم إلى كل من روسيا وإيران الحليفتين الرئيسيتين للنظام. وفي أول تحرك عسكري منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئاسة مطلع العام الحالي، وجهت سفن حربية أميركية 59 صاروخا مجنحا من طراز «توماهوك» نحو قاعدة الشعيرات السورية، مشيرة إلى أن هذه القاعدة يتم استخدامها في شن الضربات الكيماوية على بلدات وقرى مجاورة. مقرات التنظيم من جانبه، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضربات التحالف أمس أصابت مبنى في الميادين يستخدمه التنظيم سجنا، مما أسفر عن مقتل 57 سجينا ومعتقلا مدنيا على الأقل في سجن التنظيم. وكان مسؤولان من المخابرات الأميركية أكدا وجود احتمالات لنقل داعش معظم قادته إلى منطقة الميادين الواقعة في وادي الفرات جنوب شرقي الرقة المحاصرة، وهي آخر معقل للتنظيم المتطرف في سورية. وأضاف المسؤولان أن من بين العمليات التي نقلها التنظيم إلى الميادين أنشطة الدعاية الإلكترونية، وعمليات القيادة المحدودة للهجمات المحتملة في أوروبا وأماكن أخرى. وأوضح مدير الشؤون العامة في التحالف جو سكروكا في تصريحات إعلامية، أن ضربات التحالف استهدفت منشآت قيادة وتحكم معروفة لداعش وغيرها من البنى التحتية للتنظيم في مدينة الميادين السورية .