عندما تسلم أمورك للآخرين فلا تنتظر النجاح، وإذا كان ذلك الآخر حسوداً أو مرائياً، أو جاهلاً فانتظر السقوط، وإن عاديت صديقاً وواليت عدواً فالكارثة ستحل بك لا محالة. إن المتابع لحال الحكومة القطرية يجدها أوقعت نفسها في مأزق ما كان لها أن تسمح بوقوعها فيه لو أن ساستها عملوا لصالح بلدهم ومجتمعهم الخليجي، واستثمروا صندوقهم السيادي وأموالهم الطائلة فيما يعود بالنفع على الشعب القطري ورقيه وتقدمه، لكنها سياسة السفاهة العمياء، إذ طفقت توزع المليارات يمينا وشمالا لدعم الإرهاب، وتمويل الجماعات الإرهابية، وملأت أرصدة المعارضين الذين اختاروا طريق العبث لكسب الأموال! فهل ينطبق عليهم قول الله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم). وهؤلاء الذين استقطبتهم قطر ليكونوا معارضين لبلدانهم إنما هي تهدف إلى جعلهم أدوات طيعة في يدها للتخريب وممارسة الإرهاب في الدول التي قدموا منها، لكن الأمور لم تجرِ كما يريد القطريون حيث إن «طباخ السم ذائقه لا محالة»، فأولئك المرتزقة جنوا على أنفسهم وعلى بلدانهم، وقبل كل ذلك جنوا على قطر التي تغدق عليهم الأموال دون حساب. إذن، ألا يوجد رجل رشيد في قطر يمنع هذه المهازل التي ستجني الويلات على الشعب القطري الشقيق الذي أسقط في يده من خلال ممارسات حكومته غير المنضبطة ؟!، نتمنى أن يعود الساسة في قطر عن غيهم، وأن يحكموا بلدهم من خلال سياسة متزنة بعيدة عن الإرهاب والتخريب، وأن يتخلوا عن أولئك الخائنين لبلدانهم والذين يسيرون أمور قطر بالوكالة حتى أسقطوها في المستنقع الآسن الذي ستبقى آثاره على حكومة قطر وعلى الشعب القطري لفترات طويلة.