غداً تنتهي مهلة الدول الخليجية والعربية الممنوحة لقطر للتجاوب مع مطالباتها بوقف دعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين، واستخدام الإعلام في تأجيج المشاعر التي لا تخدم واقعنا العربي بكل أزماته وتفاصيله المتداخلة. المتابع لملف الأزمة مع قطر يستطيع أن يتبين: أن الحكومة القطرية اتخذت سبيلاً للتصعيد لا للتهدئة، وذهبت إلى الهوامش دون الصلب في محاولة نرى أنها لم تحقق مبتغاها من أجل كسب المزيد من الوقت لإطالة أمد الأزمة، ومحاولة الخروج منها بأقل الضرر، ومن ثمّ الإعلان عن انتصار زائف. قطر هي الخاسر الأكبر فيه دون منازع، فراسمو السياسات القطرية أخذتهم العزة بالإثم، وظلوا يتمادون في غيهم وتعنتهم وصلفهم دون أن يراعوا مصالح بلدهم على المديين القصير والطويل، وكون أولئك اعتقدوا أن إنشاء تحالفات مع دول تعادي توجهات الكيان الخليجي، وتسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة خدمة لأهدافها التوسعية، اعتقدوا أن ذلك سيمنحهم نوعاً من الحماية فحساباتهم خاسرة قبل أن تبدأ، فتلك الدول لا تهمها مصلحة قطر وشعبها ومستقبلها بقدر ما يهمها تحقيق أهدافها، واستخدام قطر جسر عبور وصولاً إليها دون أي مراعاة لمصالح قطر وانتمائها. على قطر مراجعة حساباتها ووضع مصالحها الحاضرة والمستقبلية فوق كل اعتبار بالتجاوب مع المطالبات العربية الخليجية التي في نهاية الأمر تحفظ لقطر أمنها واستقرارها ومستقبلها، عليها أن تكون أكثر عقلانية، وأن تترك التعنت من أجل التعنت فلا مجال للمكابرة حماية لمصالح ليس منها ولا لها.