في الوقت الذي وجّه فيه ملك الحزم والعزم ملك الحكمة والحلم -أيَّده الله- بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية القطرية تقديراً منه للشعب القطري الشقيق وتأكيد المملكة على تقديم كل خدماتها للحج والعمرة والمسخرّة لأكثر من مليار مسلم دون استثناء لجميع الأشقاء من الشعب القطري، لا يزال النظام القطري مصراً على المضيّ في غيّه وممارسة ألاعيبه السياسية والإعلامية بإيهام شعبه بأن أوضاع البلاد الاقتصادية وسواها وما تنعكس عليه من مترتبات تسير على أحسن ما يُرام بل أفضل مما كانت قبل قرار المقاطعة، وفي المقابل يلعب النظام القطري على حبل ووتر المظلومية في إعلامه الخارجي بتدليس معاني الحقائق والوقائع وتسميتها بغير مسمياتها فحوَّل النظام القطري مفهوم المقاطعة إلى حصار أو محاصرة وتقديم الخدمات إلى منع، والترحيب والمراعاة إلى طرد ومجافاة، وهي من وسائل وحيل المظلومية في العقيدة الإخوانية المكشوفة التي استغلها واستخدمها النظام القطري. ردة فعل النظام القطري إزاء إعلان المقاطعة الخليجية له جاء معبراً عن "باطن" توجهاته الحقيقية، بعيداً عن "سطح" المواقف الدبلوماسية والكلام المعسول؛ حيث أعلن الارتماء في أحضان إيران وتركيا والانسلاخ رسميًا من الكيان العربي والخليجي. تمويل ورعاية الإرهاب هو ما يتغذى عليه النظام القطري ويُشعره بقيمته ووجوده ويعقد عليه آماله في تحقيق مخططاته ومؤامراته التي تبدّدت وقُضي عليها. المفارقة التي يعلمها النظام القطري ولا يدركها بعض الشعب القطري للأسف أن قرار قطع العلاقات مع قطر، وما تبعه من قرارات؛ يصب في صالح أمن المواطن القطري نفسه؛ "لأنه لو استمر نظامه الحالي في غيّه وسياسته فسينفجر لا محالة ويقضي على شعبه" لذلك تجد حكومة قطر آخر ما فكرت فيه هذا الشعب هذا إن فكرت فيه أصلاً! لذلك "جن جنون" حكومة قطر من قمة الرياض والتي أدركت منها قطر أن القمة لا تتسع للجميع رغم ضآلة حجمها وأنّ ما تلاها -القمة- من قرارات ستبدّد حلم الأمبراطورية القطرية التي لم تجد سبيلاً أمام إفاقتها من كابوسها سوى الارتماء في حضن أحلام الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية وصدق من قال "الأحلام على أشكالها تقع"!