حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق دينس روس، من أنه إذا لم يكن بإمكان إدارة الرئيس دونالد ترمب مواجهة أفعال إيران في سورية، فإنه من المستبعد أن تتمكن من هزيمة «داعش» ومنع عودته. وتوقع روس في مقالة نشرتها مجلة «بوليتيكو» أمس (الخميس) حدوث صدام بين واشنطنوطهران، لافتا إلى أن طهران تتحدى الجهود الأمريكية بتدريب قوات محلية في جنوب شرقي سورية. ورأى أن إيران تمضي قدما في محاولاتها لتقوية قبضتها على سورية، ولم يقف تدخلها لإنقاذ بشار الأسد عند إرسال مستشارين عسكريين، لكنها أدخلت حزب الله وميليشيات شيعية إلى الأراضي السورية. وقدر أعداد هذه الميليشيات بعشرات الآلاف خصوصا بعد أن تراجعت أعداد قوات النظام إلى نحو 20 ألف عسكري، مؤكدا أن إيران تستخدم قواتها الضاربة الطائفية لتوسيع نفوذ نظام الأسد. وتساءل روس قائلا: «ماذا يحصل إذن؟»، وقال إن إيران تقوم بفتح ممر بري عبر العراق وسورية إلى لبنان، ولتحقيق هذا الهدف تدفع من العراق وسورية وكلاءها من الميليشيات على جانبي الحدود، فعلى الجانب العراقي تمكنت هذه الميليشيات من إزاحة داعش من المعابر الحدودية. وفي سورية أرسلت طهران أعدادا كبيرة من حزب الله إلى دير الزور. وأضاف أنه مع الجهود التي تدعمها أمريكا لتحرير الرقة، فإن إيران تريد منع أي مجموعات مدعومة من أمريكا من تمكين نفسها في شرق سورية، إذ سيؤدي ذلك إلى منعها من السيطرة على الحدود السورية - العراقية - الأردنية، لافتا إلى أنه ومع وجود حزب الله، فإن إيران تنشط في درعا القريبة من الجولان، إذ تطمع بوجود لها على الحدود مع إسرائيل. واتهم روس إدارة ترمب بأنها كانت سلبية في مواجهة التحركات الإيرانية للتمدد في المنطقة التي تم نشر قوات أمريكية خاصة فيها، وقال إنه يتفهم أن يكون التركيز على محاربة «داعش» وتجنب الانجرار إلى معارك جانبية مع الإيرانيين أو الروس، إلا أن هناك رسالة أخرى يجب إيصالها، وهي أن أمريكا لن تتحدى مناطق السيطرة الروسية أو الإيرانية أو النظام في سورية، لكنها في الوقت ذاته لن ترضخ لجهود إيران لفتح جسر بري عبر الشرق. واعتبر روس أن على إدارة ترمب الكثير من العمل الدبلوماسي، إذ يتعين عليها أن تقول لقطر بصراحة إن عليها التوقف عن دعم بعض الجماعات المتطرفة، وأن تبعد الأصوات الضارة، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، وإلا فإن أمريكا ستقوم بإغلاق قاعدتها الجوية، ومعها الأمن الضمني المتأتي من وجودها. وشدد على أنه يتعين على الإدارة الأمريكية ألا تترك مجالا للشك بالنسبة لأولوياتها وأهدافها، وإلا فإن إيران ستمد نفوذها إلى سورية، وسيظهر تنظيم آخر يخلف «داعش»، وستبقى قطر تؤدي دورا مزدوجا.