أشار المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، في دراسة نشرها في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في سورية، لا تزال غامضة، مؤكدا أنه بينما يبدي الرئيس ترمب اهتماما واضحا بمعركة الرقة، المعقل الرئيسي للمتشددين، فإنه يظهر في الوقت ذاته عدم اكتراث بالتصدي لمواقف روسيا ونظام الأسد، في مواصلة اعتداءاتهم على السكان المدنيين. كما تجاهل ترمب القرار الذي أصدره في أولى أيامه بالبيت الأبيض، عندما أعلن نيته في إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، يحظر فيها تحليق الطيران. وأضاف الكاتب أن العالم يتوقع من الرئيس الأميركي أن يبادر إلى تسوية هذه الأزمة الإنسانية، التي باتت تمثل أكبر تهديد للأمن والسلم الدوليين، في إطار عودة الولاياتالمتحدة إلى المشهد السياسي العالمي من جديد. شروط التعاون قال روس «لن تسلم أي إدارة أميركية من المصاعب التي تنطوي عليها صياغة سياسة متماسكة تجاه سورية. وتتمثل إحدى أبرز الأولويات بهزيمة تنظيم داعش، دون ترك فراغ، أو تأجيج الخلافات الطائفية العميقة بعد تحرير الرقة. وتتمثل الأولوية الأخرى في التعامل مع المعارضة التي تبديها تركيا تجاه تسليح الولاياتالمتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، واستخدامها في الحرب ضد الإرهاب، والتأكد من أن تركيا لن تدخل في صدام مع الأكراد، بدلاً من الدواعش، وبينما تنظر إدارة ترمب فيما إذا كانت ستتعاون عسكرياً مع روسيا في سورية، يجب عليها أن تصرّ على وقف جميع الضربات على الجماعات المسلحة، غير تنظيم داعش، وإذا أرادت سورية التعاون مع الولاياتالمتحدة في سورية، فعليها أن توقف تعزيز نفوذ إيران والميليشيات الطائفية التي تعمل عنها بالوكالة. فتوسيع نطاق النفوذ الإيراني ووجوده يحوّلان كفة ميزان القوى في المنطقة ضد الشركاء العرب للولايات المتحدة. كما أنها تعمّق الانقسام المذهبي في سورية». نتاج الطائفية أكد روس أن السبب الرئيسي في ظهور تنظيم داعش في سورية والعراق، هو الممارسات المذهبية التي اتبعتها إيران ونظام الأسد، مشيرا إلى أن المتشددين يتخذون من تلك الممارسات ذريعة رابحة لكسب مجندين جدد يقاتلون في صفوفهم، وقال «بعد هزيمة التنظيم في الرقة، سيتمثّل الخطر الأكبر بتفضيل إيران للسياسات الطائفية، مما سيسفر مرة أخرى عن تهميش السُّنة واستبعادهم، الأمر الذي سيجعل من شبه المؤكد بروز نسخة جديدة من تنظيم داعش، ولا يمكن أن يكون ذلك ما يريده الرئيس الأميركي. وبالتالي، فإن مفتاح أي تعاون مع الروس في سورية يجب أن يكون قائماً كحد أدنى على ابتعاد روسيا عن إيران وأدواتها من الميليشيات الشيعية. وإذا ما حدث ذلك، كان بوتين قد برهن أنه يدرك ما تفعله إيران في المنطقة، وأنه مستعد للانضمام إلى الولاياتالمتحدة في سعيها للتصدي لطهران». تحالف المصالح كشف المبعوث الأميركي السابق أن ما يربط موسكو بالأسد من جهة، وبطهران من جهة أخرى، هش، وتحكمه المصالح الآنية، وتابع «بغض النظر عن الدلائل المتزايدة على التعاملات الاقتصادية والعسكرية الروسية مع إيران، فإن روسيا تستخدم قوتها الجوية بصورة عشوائية، لدعم الميليشيات الشيعية الموجهة من قبل إيران. ونظراً للنقص الذي تعانيه قوات الأسد وافتقارها للفعالية، تشكل هذه الميليشيات قوات الهجوم الأمامية التي تحاول الاستحواذ على المناطق وإحكام السيطرة عليها وتأمين نظام الأسد تحت غطاء من الضربات الجوية الروسية». مؤكدا أنه إذا تم التوصل إلى تسوية سياسية مرضية، فلن تكون روسيا بحاجة إلى التحالف مع إيران وميليشياتها. توصيات الدراسة - دفع روسيا إلى التخلي عن إيران - وقف الغارات على المعارضة - التركيز على هزيمة الدواعش - تحديد أماكن المناطق الآمنة - التوصل إلى صيغة حل مرضية - منع وقوع تصادم تركي كردي - عودة واشنطن للمشهد السياسي - ضمان عدم حدوث فراغ سياسي