FAlhamid@ جسدت الأوامر الملكية التى صدرت فجر أمس (الأربعاء) بقوة حالة الانتقال السلس للسلطة في السعودية، بعد اختيار الأمير محمد بن سلمان (مهندس رؤية 2030) وليا للعهد، وإعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه، وفق ما اطلع عليه أعضاء هيئة البيعة من مبررات، وتأييد أعضاء هيئة البيعة بالأغلبية العظمى (31) من (34) عضواً، وعملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر. وباختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزيرا للداخلية، يفتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأبواب أمام جيل شبابي جديد من الأسرة المالكة لتسيير أمور الدولة؛ إذ سعى الملك سلمان من خلال الأوامر الملكية السابقة والحالية إلى ضخ دماء شابة في نظام الحكم لإعطاء الفرصة لجيل الشباب في وضع تجربتهم في نقل السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة داخليا وخارجيا. ويأتي اختيار الأمير الشاب محمد بن سلمان لولاية العهد، لتثبيت وتقوية مرحلة السعودية ما بعد الاعتماد على النفط وتنفيذ الرؤية (2030) ومواجهة التهديدات الإرهابية واجتثاث التطرف والإرهاب من جذوره، والسعي إلى إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، والتصدي لعدوانية إيران ومنعها من نشر الفكر الطائفي الإرهابي في المنطقة. ويمكن القول إن وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، هي البداية الفعلية والحقيقية لانتقال الحكم في السعودية من جيل أبناء الملك عبدالعزيز المؤسس إلى جيل الأحفاد. وقد اكتسب الأمير محمد بن سلمان تجربة تراكمية في وقت قصير، كوزير للدفاع ورئيس لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومهندس الرؤية السعودية 2030، ومنظر التحالفات مع دول العالم، حتى أصبح الشخصية القيادية التي ساهمت بنجاح بارز في انتقال السعودية إلى مرحلة ما بعد الاعتماد النفط. ولعل كل هذه المعطيات لدى الأمير الشاب، هي ما دفعت الرأي العام إلى منحه لقب «السياسي الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط»، في استطلاع أجراه راديو «سوا»، وشارك فيه أكثر من خمسة ملايين شخص. وقد برز دور محمد بن سلمان بشكل تصاعدي مع انطلاق عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، وقيادته للتحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، وقد حقق نجاحا كبيرا بعدما أجهض مخططات إيران في الجوار اليمني، وفضح ممارساتها الطائفية والإرهابية في اليمن والمنطقة، وهو ما تجاوبت معه العديد من دول العالم التي اعتبرت إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم. ويتميز الأمير محمد بن سلمان بأنه شخصية قيادية بإمكانها إحداث التأثير الفعال على الآخرين، بحسب «بلومبيرغ»، كما يمتلك صفات «الكاريزما» القيادية بصورة طبيعية. وذكرت مجلة «بلومبيرغ بيزنيس ويك» في نبذة عنه إنه يعمل 16 ساعة يوميا، يبدأها مع إشراقة الشمس وينهيها مع منتصف الليل، وهو ما يمثل قدوة للجيل الجديد في المملكة، في أنه لا بديل عن العمل والإنتاج. ويؤكد مراقبون أن اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، سيعطي دفعة قوية لاستمرار الإصلاحات في الاقتصاد السعودي في مرحلة ما بعد النفط، فضلا عن تطبيق الرؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي. وهكذا، فإن فجر السادس والعشرين من شهر رمضان، لم ولن يكون يوما عاديا في حياة السعوديين وتاريخ المملكة، باعتباره فجر الانتقال السلس للسلطة، وتمكين الجيل الجديد من المشاركة في منظومة الحكم والقيادة. وأبدى محمد بن سلمان تعاملا صارما مع البيروقراطية ومكافحة الفساد، وقد أكسبه هذا النشاط الرامي إلى مكافحة تكلس الإدارة، شعبية بين الشباب السعودي.