بروني وير ممرضة أسترالية أمضت سنوات طويلة تعمل في مركز للمسنين في جنوب ويلز في أستراليا، وخاصة المرضى في آخر 12 أسبوعا من حياتهم. ولهذا طبيعة عملها جعلتها تتعامل مع المحتضرين في أيامهم الأخيرة. وقد دأبت بروني على طرح هذا السؤال على جميع مرضاها: «ما أكثر ما ندمت عليه في حياتك» ؟ ولاحظت أن الإجابات من جميع المرضى كانت متقاربة. ولهذا قامت بروني بتسجيل ملاحظاتها في كتاب بعنوان «أهم خمسة أشياء يندم عليها الفرد عند الموت» (The Top Five Regrets of the Dying: by Bronnie Ware)، ولم تكن تعلم أن كتابها سوف تتم ترجمته إلى 27 لغة «من حسن الحظ هناك ترجمة عربية للكتاب». وهو كما يتضحّ من عنوان الكتاب يذكر الأمنيات الخمس التي يتمنّاها الذين يحتضرون ويكابدون مرض الموت؛ لو عاد بهم الزمن ليفعلوها. وهنا الخمسة الأشياء التي ندم عليها المرضى ولم يفعلوها قبل موتهم، ونبدأ من المهم إلى الأهم: الندم الخامس: يندم الإنسان كثيرا على عدم السماح لنفسه بأن يكون سعيدا، لأنه لا يدرك حتى النهاية أن «السعادة اختيار». الندم الرابع: عدم التشبث بالأصدقاء القدامى والسماح بمشاغل الحياة بأن تجرفه بعيدا عنهم. الندم الثالث: يتمنى الإنسان على فراش الموت لو كان يمتلك الشجاعة الكافية للتعبير عن مشاعره تجاه الآخرين. ربما نلجأ إلى كتمان مشاعرنا وعدم البوح بها خوفاً منا على خسارة صديق ما، أو رغبة منا في التعايش السلمي مع الآخرين دون حدوث مشكلات. الندم الثاني: أتمنى لو لم أعمل طوال الوقت. من أهم ما ندم عليه المشرفون على الموت، هو اتجاههم للعمل المفرط، رغبة منهم فى ضمان مستقبلهم ومستقبل عائلتهم، دون أن يشعروا بقيمة الحياة والاستمتاع بالأوقات والمناسبات العائلية. الندم الأول: تمنيت لو أنني اخترت أن أكون سعيداً. لم يدرك هؤلاء المرضى حتى نهاية المطاف أن السعادة هي خيار. أدركوا أن خوفهم مما قد يقوله الآخرون ومن إحداث تغيير حقيقي في حياتهم منعهم من الشعور بالسعادة طوال هذا الوقت. لهذا المحصلة النهائية التي توصلت لها الكاتبة بعد عملها مع هذه الفئة من البشر حيث عبّر الكثيرون عن خسارتهم في عدم تحقيق أحلامهم أو حتى نصفها، كل ذلك بسبب أن حياتهم كانت تتمركز بشكل أو بآخر لإرضاء الغير متناسين أنفسهم ! وأخيرا تخيل هذه انطباعات أشخاص غربيين، فيا ترى ماذا عن انطباعاتنا كشرقيين ! تغريدة: كثيرون يدركون في الكبر أن السعادة ليست حظاً بل هي اختيار، ومع الأسف يكون هذا الاكتشاف متأخرا جدا جدا. [email protected]