كشف الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، عن أكثر خمسة أشياء ندم كبار السن أنهم لم يقوموا بها في شبابهم، وتركز معظمها حول إهمال التواصل مع الأسرة والأصدقاء، وخلال استعراض الكاتب لكتابٍ عن هذا الموضوع، أكّد ضرورة تعلم دروس الشيخوخة في سن الشباب، قبل فوات الأوان. وفي مقاله "اسأل جدك على ماذا ندم؟، بصحيفة "الرياض"، يقول "الأحمدي": وصلتني قبل فترة رسالة إلكترونية تتضمن ملخصاً لكتاب يُدعى "أكثر خمسة أشياء ندموا عليها"، الكتاب من تأليف ممرضة أسترالية تدعى بروني ويير عملت عند عديد من كِبار السن قبل وفاتهم، وكانت تسألهم في آخر أيامهم عن أبرز الأشياء التي ندموا على فعلها أو عدم فعلها، لو عادوا إلى سن الشباب، وفي النهاية لاحظت وجود خمس رغبات اشترك في ذكرها معظم كبار السن، هي: الأولى "تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعيش لنفسي ولا أعيش الحياة التي يتوقعها أو يريدها مني الآخرون"، فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير كرؤسائهم في العمل، أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع أو مَن يعيشون حولهم.
وكانت الثانية "تمنيت لو أنني خصّصت وقتاً أطول لعائلتي وأصدقائي"، وهذه الرغبة أتت من رجال ضيّعوا أعمارهم في روتين العمل المجهد، الثالثة: "تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعري بصراحة ووضوح"، فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب مثل تجنّب مصادمة الآخرين، أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون.
الرغبة الرابعة: "تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى أو تجديد صداقتي معهم"، فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة، ولكننا مع الأسف نبتعد عنهم في مرحلة العمل وبناء العائلة حتى نفقدهم نهائياً أو نسمع بوفاتهم فجأة، وأخيراً: "تمنيت لو أنني أدركت مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة"، فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، إن السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
ويعلق الكاتب قائلاً: "هذه كانت أبرز الرغبات التي ذكرها كبار السن، في الكتاب الذي عثرت عليه في متجر أمازون وخصّصت وقتاً طويلاً لقراءته، بعنوان: The Top Five Regrets of the Dying: A Life Transformed by the Dearly Departing، ورغم أهمية المحتوى إلا أن جمال الكتاب يكمن في لفت أنظارنا إلى ضرورة تعلم دروس الشيخوخة في سن الشباب، وقبل وصولنا لمرحلة نعجز فيها عن تعويض ما فات من حياتنا.
وأضاف "الأحمدي": مع أن الرغبات التي استعرضتها المؤلفة عامة وشائعة لدى كل البشر، إلا أن هناك أمنيات خاصة بكبار السن في مجتمعنا المحلي فيا ليت تسأل جدك على ماذا ندم في حياته؟، وللمساعدة؛ سمعت ذات يوم حكمة أو أمنية سادسة من رجل متقاعد مفادها: قبل سن العشرين تحاول أن تصبح أفضل من كل الناس، وقبل سن الأربعين تحاول إرضاء كل الناس، وقبل سن الستين تفقد رغبتك في أن ترضي كل الناس أو أن تصبح أفضل منهم، وحين تتجاوز سن التقاعد تكتشف متأخراً أن لا أحد من الناس كان يهتم بمراقبتك أو الحكم عليك أصلاً.