أفصح مصدر حكومي يمني، أمس (الثلاثاء)، أن سلطنة عمان تقود جهودا لرأب الصدع بين الأطراف اليمنية في مسعى يهدف إلى استئناف مشاورات السلام، بعد أيام من فشل جولة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء. وأوضح المصدر، أن مسقط ترتب لعقد لقاءات بين طرفي النزاع، وأن اللقاءات ستكون برعاية سفراء الدول الكبرى، وإشراف الأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي التقى في مسقط وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي أمس الأول، وبحث معه العلاقات الثنائية وجهود إحلال السلام. وقال ابن علوي إن سلطنة عمان تبذل جهودا من خلال الأممالمتحدة لإعادة الاستقرار في اليمن، مؤكدا أن بلاده مع الشرعية كونها ضمان لاستمرارية الدولة. في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأممي، إن الحوثيين وحزب المخلوع قاطعوا مباحثات حل الوضع في الحديدة، في الوقت الذي نجحنا في منع عملية عسكرية في المدينة. وأضاف ولد الشيخ في كلمته أمام مجلس الأمن أمس (الثلاثاء)، أن نحو 500 حالة وفاة بسبب الكوليرا في اليمن واشتباه بإصابة الآلاف، مؤكدا أن المواطن يدفع الثمن. وأضاف: يجب على الأطراف اليمنية العمل معا للتوصل لحل يخفف الأزمة الإنسانية، محذرا من أن تواصل القتال يؤدي لانتشار أوسع للسلاح والألغام الأرضية. ولفت إلى مقتل وجرح عشرات اليمنيين بقصف للحوثي وصالح على مناطق مدنية، في حين أصبحت مدينة ذو باب شبه خالية من السكان بسبب القتال. وعبر ولد الشيخ عن شعوره بالقلق جراء قمع الإعلاميين والناشطين والمجتمع المدني. في السياق نفسه، قال مندوب اليمن الدائم لدى مجلس الأمن خالد اليماني: «إن الإرهاب الذي تمثله ميليشيا الحوثي وداعش والقاعدة والذي تديره أصابع خفية في المخابرات الإيرانية يحيل حياة شعوبنا إلى كابوس»، وأضاف اليماني في إحاطته المقدمة لمجلس الأمن: «لقد صادر الانقلاب في اليمن حلم اليمنيين الذي صاغوه في مخرجات الحوار الوطني في بناء دولتهم الاتحادية الديموقراطية التي يتقاسم فيها أبناؤها السلطة والثروة على قدم المساواة». وأمام مجلس الأمن أيضاً، حذر مسؤول الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين أمس من أن اليمن يتجه نحو الانهيار الكامل، ويواجه سكانه المجاعة وانتشار وباء الكوليرا، بسبب الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية على اليمنيين. وقال: «حان الوقت الآن لإنهاء أكبر حالة طوارئ غذائية في العالم وإعادة اليمن إلى طريق البقاء»، مضيفا: «إن الأزمة ليست قادمة أو وشيكة بل إنها حقيقة واقعة اليوم والناس العاديون يدفعون الثمن». وأكد أن الوضع يتجه نحو الانهيار التام اجتماعيا واقتصاديا ومؤسساتيا.