مع اقتراب قوات الشرعية اليمنية من إحكام سيطرتها على مفاصل مدينة تعز الاستراتيجية، دعا المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد أطراف النزاع إلى قبول اقتراحه في شأن مسألتي ميناء الحديدة ودفع الرواتب. وأكد أن البحث في اقتراحه كان يجب أن يكون الخطوة الأولى لإعادة إطلاق العملية السياسية السلمية للتوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب، مطالباً الحوثيين في الوقت ذاته بفتح تحقيق في الاعتداء الذي تعرض له موكبه في صنعاء وإحالة مرتكبيه إلى العدالة. وقال ولد الشيخ في جلسة لمجلس الأمن أمس، إنه دعا الحكومة اليمنية وقيادات الحوثيين في صنعاء خلال جولته الأخيرة إلى «التوصل إلى تسوية للوضع في الحديدة». وأعرب عن «الأسف» حيال عدم مشاركة الحوثيين وأنصار علي صالح في اجتماع للبحث في هذا الحل بهدف استغلال المرفأ لإدخال المواد الإنسانية والمنتجات التجارية. في هذا الوقت تصاعدت التحذيرات الدولية من خطورة الوضع الإنساني في اليمن، مع انتشار وباء الكوليرا وتهديده نحو 150 ألفاً من اليمنيين، مع وصول ضحاياه إلى 500 قضوا نتيجة نقص الرعاية الطبية. وأكد ولد الشيخ ضرورة أن «تستعمل الإيرادات الجمركية والضريبية من ميناء الحديدة لتمويل الرواتب والخدمات الأساسية بدل استغلالها للحرب أو للمنافع الشخصية» معتبراً أن «هكذا اتفاق يضمن أمن سكان الحديدة كما يضمن استمرار حصول اليمنيين على المواد الأساسية والسلع التجارية إضافة إلى أنه سوف يسهل دفع الرواتب». وقال إن «اتفاق الحديدة والرواتب كان من المفترض أن يكون الخطوة الأولى باتجاه وقف شامل للأعمال القتالية ومباشرة محادثات السلام، إلا أن حتى هذه المحادثات الأولية فرض عليها التعثر، وكأن هناك من لا يريد لها أن تتم أصلاً» مشيراً إلى أن وفد الحوثيين– صالح رفض حضور الاجتماع لبحث هذا المقترح. وقال ولد الشيخ إن جهوده أفضت إلى «منع عملية عسكرية على الحديدة»، إلا أن امتداد القتال إلى المدينة، لو حصل، «سيؤدي إلى خسائر لا تحصى في الأرواح والبنى التحتية وإلى منع دخول الأدوية والمواد الأساسية عبر ميناء المدينة». كما حذر من استمرار قمع الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والمجتمع المدني، مشيراً إلى أن «محكمة تابعة لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أصدرت في 12 نيسان (أبريل) حكم إعدام بحق الصحافي يحيى عبدالرقيب الجبيحي». وفي الجلسة ذاتها، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إن حوالى مليون موظف لم يتلقوا معاشاتهم الشهر الماضي، «ما ينذر بمزيد من المعاناة والفقر». وقال إن انتشار وباء الكوليرا هو نتيجة لأن «النظام الصحي تأخر في تلقي الإنذار، لأن الموظفين لا يتلقون مرتباتهم»، مشيراً إلى أن «الوضع في المدن غير صحي، ومثالي لانتشار الأمراض». وأكد السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني دعم الحكومة اليمنية مهمة ولد الشيخ، مديناً محاولة الاغتيال التي تعرض لها، مشدداً على إجراء تحقيق شامل فيها. وقال إن «المخابرات الإيرانية تدير الإرهاب في اليمن المتمثل في الحركة الحوثية وداعش والقاعدة. وفي أول تعليق على تصريحات ولد الشيخ، قلل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء ركن حسين عرب من أهمية جهود مجلس الأمن في إحلال السلام باليمن، متهماً إياها ب «مجاملة» الميليشيات الحوثية والانقلابية. وقال عرب ل «الحياة»: الأممالمتحدة لا تزال تجامل الطرف الآخر من ميليشيات الحوثيين وصالح. وأكد عدم جدوى أي محاولة للسلام في اليمن. وأضاف: الطرف الثاني لا يريد الأمن والاستقرار، كما أن الأمر ليس بيده، وإنما بيد طهران، مشيراً إلى أن جهود جلسات محادثات السلام في اليمن لن تؤدي إلى أية نتيجة.