ارتبطت بلدة جفيفا التاريخية (100 كيلو متر جنوب غرب حائل) بالكرم، وعرفت بأنها مضيافة للقوافل القادمة من بلاد الشام وغرب الجزيرة العربية، وأنجبت القرية القريبة من مدينة موقق، عثمان بن دواس المغيدي التميمي الذي يضرب به المثل في الجود على مستوى الجزيرة العربية، حتى أنهم أطلقوا عليه «مزهب الطراقي»، أي من شدة كرمه كان يضيف العابرين من القوافل ويتكفل بزهابهم لإكمال الرحلة، وأكثر ما كان عثمان يمون الرحلة به هو التمر الذي اشتهرت به البلدة منذ قديم الزمان، إذ كان يجمع التمر في مكان مخصص له ليتم تزويد الرحالة والضيوف به. «عكاظ» زارت بلدة جفيفا بعد صلاة الجمعة، لتجتمع بأهالي البلدة الذين يلتقون في ذلك الوقت كعادة سرت منذ 200 عام لتناول القهوة والغداء طوال العام باستثناء رمضان. وتركز الأحاديث في ذلك اللقاء على استرجاع تاريخ الآباء والأجداد وأبرز الأحداث في تلك الحقبة والممتدة لأكثر من 200 عام، إضافة إلى الاستماع للقصائد الشعرية التي تدور حول الأحداث القديمة، متمسكين بكثير من العادات القديمة ومنها أنه لو حل عليهم ضيف من خارج البلدة يحضر معهم ويشرب من القهوة الموجودة حتى يتم إعداد «دلة» قهوة خاصة تسمي قهوة الضيف وهي مخصصه له، وبعد أن يتناول الضيف وجبة الغداء مع أهالي البلدة، يذهب ومعه الأهالي لتناول القهوة في كل بيوت البلدة وهو «سلم» اعتادوا عليه أهالي جفيفا التي يسكنها «بني تميم». وأوضح عثمان بن مرشد المفيد التميمي المهتم بالتراث ل«عكاظ» أن بلدتهم اشتهرت بالكرم، مشيرا إلى أن جزءا من بني تميم خرجوا من قفار لبلدة السبعان وبعضهم حضر لجفيفا وبقي منهم من بقي، مبينا أن جفيفا اشتهرت بالتراث والمواقع التاريخية، التي ما زالت باقية رغم تقادم السنين. وأوضح التميمي أن قرية جفيفا تتميز بطراز عمراني فريد، يحتوي على عدد من المجالس والبيوت، وساحة تعتبر سوقا للبيع والتجارة بشكل عام، إضافة لبئر فرج بن رشود الحريداوي رحمه الله. وأثار كرم وجود مزهب الطراقي عثمان بن حمود بن دواس المفيد التميمي إعجاب كثير من الشعراء الذين قالوا فيها قصائد كثيرة من أهمها قصيدة الشاعر فوزان الطابي التي قال فيها: ياونتي ونت عصافير لوقان بك الأثالي ساكنات جباها بالفقر ماشافن عصافير عثمان بين الحلا والحمر حين استواها غرساتهم غيد وزرعا ورمان يكذب بها الحاكي على من حكاها ويشبع من الحره الى خشم رمان وبكسارة المسعر يضمن عشاها حدوده عيال مفيد طلقين الإيمان تمايمه عيو على من بغاها وعدد كبير من القصائد التي قيلت في هذا الرجل الذي لازال صيته بالكرم ذائع حتى يومنا هذا.