al_sharef4@ • مهما كانت قدرات مشرع الأنظمة والقوانين ومهما بلغت إمكانية سنها وإصدارها، إن لم يكن قادرا على تنفيذها وحمايتها فلا حاجة لنا بما يقوم به، فالمرؤوس عندما يكون أقوى من الرئيس، «اغسل يدك منه». • لذا أنصح كل من يهمه أمر الرياضة السعودية وتحديدا كرة القدم ويهمه نجاح المسابقات وتحقيق العدالة بين الأندية المتنافسة أن يلحق بهيبة الاتحاد وأن يعمل على حماية أنظمته لضمان نجاح اللعبة واستمراريتها. • فمشكلة الكرة السعودية ليست في غياب الأنظمة ولا اللوائح أو عدم قدرتنا على إيجادها وإنما تكمل المشكلة في غياب الشجاعة في اتخاذ القرارات وفق الأنظمة واللوائح وتنفيذها بغض النظر من هو المستفيد ومن هو المتضرر منها. • فكلنا نعلم أن الأنظمة واللوائح الموجودة لدينا قادرة على معالجة كل المعوقات لكن ضعف قدرة المسؤولين في اتحاد الكرة الحالي أو السابق في اتخاذ القرارات هي من تدفعه لتبرير وخلق الحجج والأعذار بقصر الأنظمة والبحث عن مخرج يرضي غرور الأندية الكبيرة. • للأسف الشديد هذا ما نلمسه وما نؤمن به فعليا بأن الهرم الرياضي لدينا هو هرم مقلوب، «يضع الأندية فوق كل قانون»، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون القانون فوق كل اعتبار، كما هو الحال في بقية دول العالم، لكن لضعف قدرة اتحاد الكرة الحالي أو السابق أو من هو أعلى منه على كبح جماح الأندية ومسؤوليها وممارساتهم المستمرة في الضغط على صناع القرار داخل اتحاد الكرة أصبح أمرا مسلما به. • فكيف لنا أن نتطور ونحن لا نشعر باتحاد الكرة وقراراته إلا على الأندية المغلوبة على أمرها ذات الصوت الخافت والتي باتت حقل تجارب للوائح والأنظمة، فكم من قضية كانت أكثر تعقيدا من قضيتي العويس وخميس تم اتخاذ بحقها قرارات سريعة وفورية وتم حلها بعدما طبق عليها كافة اللوائح ولم نسمع من أي مسؤول بأن هناك خللا أو قصورا في الأنظمة، والسبب أن تلك القضايا لأندية لا تملك التأثير والنفوذ. • فقضيتا عوض خميس ومحمد العويس لا تحتاجان إلى كل هذا الوقت وكل هذه اللجان من أجل تطبيق أنظمة واضحة وصريحة، وإنما كانت تحتاج إلى شجاعة فعلية وصوت عال يضع الأمور في نصابها، بدلا من الاهتزاز الذي بات ديدن اتحاد الكرة في كل مفاصله، لذا لا يمكن أن نطور كرة القدم وأنظمتها وننافس الآخرين ما لم نكن أقوياء نحمي أنديتنا ومنافساتنا ولاعبينا من نفوذ الأندية وتأثيرها عليه. • فإلى متى ونحن نشاهد اتحاد الكرة يعيش حالة من الهوان والضعف؟ وإلى متى تظل الأندية تمارس نفوذها وسيطرتها في تحريك أحجار الشطرنج داخل أروقة الجهة المشرعة للعبة كيفما تشاء، وكيفما أرادت. إنني أتساءل ولست متفائلا بالإجابة.