أكد الاستاذ المساعد بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج د. خالد بن عبدالله العتيبي غياب المعيارية في الانظمة واللوائح لدى الاتحادات الرياضية السعودية واضطراب القرارات، والاشكالية الكبيرة في تفسير اللوائح ما يجعلها مطاطة وقال: " يلحظ المتمعّن في رياضتنا اليوم التفاوت والتباين الكبير في انظمة ولوائح وقرارات رياضتنا السعودية، فعندما يتم التركيز على لعبة كرة القدم كأهم الألعاب التي تحظى بمتابعة أغلب شرائح المجتمع نجد أنه من الصعوبة بمكان أن يتم التنبؤ بأن قرار يمكن أن يُتخذ في أي قضية، بل الأعجب من ذلك هو أن ترى قرارين مختلفين للحادثة ذاتها عندما تتكرر ولكن ربما باختلاف الزمان والمكان والأطراف، ولعل حالة عدم الرضا التي يشعر بها الغالبية العظمى الرياضيين – إن لم يكن جميعهم – في مجتمعنا الرياضي تعتبر كأحد نتاج تلك العشوائية واضطراب القرارات، ومن أبرز ما أسفر عنه هذا الجفاء هو غياب المعيارية في الانظمة واللوائح لدى الاتحادات، ويُقصد بذلك أن يتم تقنين القانون الرياضي بحيث لايمكن أن ترى أي اختلاف في التطبيق مهما اختلف الزمان والمكان والأطراف، الأمر الذي يكاد يكون التفاوت في اتخاذ القرارات على الحالات المتشابهة يكاد يكون معدوماً". وأضاف: "ربما يقول قائل أن الأنظمة واللوائح والتشريعات موجودة في المنظمة الرياضية، لكن الأهم من وجودها هو آلية تطبيقها، بل وفهمها الفهم الصحيح، لكن الواضح أن تفسير هذه اللوائح فيه اشكالية كبيرة إذ أنه يمكن لأي شخص أن يفسره بما يراه في الوقت الذي يفسره شخص آخر بشكل مختلف، وهذا أمر خطير جداً، لأنه يجعل مثل هذه اللوائح مطاطة يمكن ان تذهب هنا وهناك ويمكن أن لا تنطبق على حالة هنا أو هناك حسب التفسير الذي يفهمه مُصدّر القرار". واستطرد قائلا: "كيف الخروج من مأزق القانون الرياضي المتباين؟ الأمر سهل جداً، فنحن لسنا في معزل عن العالم، وفن الإدارة والقانون ليست حكراً على مجال من دون الآخر، لذا يمكن أن يتم العمل على مرحلتين، المرحلة الأولى إعادة دراسة جميع الأنظمة واللوائح والقوانين الرياضية المعمول بها حالياً، وربما نبدأ بكرة القدم، خصوصا في لجنة الانضباط "اللجنة القضية" ولجنة الاستئناف. والعمل على تطوير تلك اللوائح من قبل متخصصين في الادارة والقانون والتركيز على بيوت الخبرة في ذلك، أما المرحلة الثانية فهي العمل على تفسير تلك اللوائح والأنظمة تفسيراً سهلاً مفهوماً للجميع قابلاً للتطبيق مع التركيز على الأمثلة الواقعية التي مرّت على لجان الاتحاد السعودي خلال الثلاث سنوات الماضية". واختتم العتيبي حديثه قائلا: "نشر ثقافة القانون الرياضي بين اللاعبين والرياضيين في الاندية أمر هام جداً، ليعرف الرياضي (المنتسب لنادي معين) حقوقه المكتسبة والواجبات المطلوبة منه، حتى يعمل الجميع وفق منظومة رياضية مقننة، واضحة المعالم، تتسم بالتطبيق الجاد، تجنباً لإرهاق لجان الاتحاد السعودي في دراسة قضايا يقع فيها الرياضيون دون وعي لما يترتب عليها". د. خالد العتيبي