لم يفقد اتحاد الكرة ثقة الجمهور لكنه حتما سيفقدها سريعا إذا ما واصل تسيير المجال على نهج "القوي يأكل الضعيف" أو "يد ما تقواها صافحها". بل أن حالة الرضا عليه ستتبدل بأخرى عنوانها الغضب طالما أننا في هذا الوسط الصاخب بدأنا نستشعر الواقع المؤلم، فئة يطالها القانون وأخرى على النقيض فوق لوائحه وكل قواعده، تتجاوز وتصرح وتتحدى وتهدد ولا تكترث بأي ردة فعل كون ردة الفعل المسؤولة كعادتها تأتي من داخل قبة اتحاد الكرة ولكن في شكل الخنوع والضعف وقلة الحيلة. قوانين الاحتراف ليست معادلات كيميائية يصعب تنفيذها لكنها وعلى الرغم من سلاستها ووضوحها باتت معقدة بضعف المسؤولين اعني بهم رئيس وأعضاء اتحاد الكرة سابقا ولاحقا. لجنة الاحتراف استقالت ورئيسها طارق التويجري قال ما يندى له جبين الغيور على سمعة ومصلحة ومستقبل رياضة كرة القدم السعودية واحترافها فماذا بعد؟. إذا كان رئيس النادي بتهديداته وبياناته وتصريحاته أقوى من رئيس اتحاد اللعبة فلا يمكن الرهان على أي نجاح أو تطوير فعلي لهذه اللعبة الجماهيرية . في مرحلة أحمد عيد سمعنا "آخر إنذار" ومع اتحاد عادل عزت تكرر المشهد بالتهديد والوعيد والبيان ومن هذا المنطلق أقول على رياضتنا تعظيم سلام فهي تدار من داخل أسوار الأندية الجماهيرية وقوانينها تفصل بمقاس الأقوياء فيها. عوض خميس ومحمد العويس والنصر والهلال والأهلي والشباب وأي من يحاول أن يعبث بالأنظمة يجب أن نجدهم تحت طائلة القانون ولوائحه العقابية أما أن نحاول تمييع القضايا عيانا بيانا خوفا وضعفا من هذه الأندية الجماهيرية ومسؤوليها وإعلامييها فنحن بهذا التوجه نغرس الرمح في كبد الرياضة، نقتل جماليتها ونحمل نعشها ونعزي في موتها وكأننا لانعرف القاتل. يا سادة يا محترمون في اتحاد الكرة أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية إما أن تكونوا لها بصرامة القانون وقوة الشخصية القيادية التي لا تهاب التهديد ولا الوعيد ولا الخنوع وإما أن تكونوا العكس من ذلك. أنتم من الرئيس إلى أصغر عضو في مجلس إدارة اتحادكم الموقر أمام هذه الخيارات فماذا أنتم فاعلون ؟ لا يهمنا كيف سمعنا وعودكم فصدقناكم ولا يعنينا كيف مررتم علينا برامجكم فتفاءلنا؟، ما يهمنا فقط أن نرى قوة القانون حاضرة تردع من يعتقد بأنه فوق الجميع وتكبح جماح من يحاول أن يعوض اخفاقات فريقه بمثل هذه القضايا لكي ينأى بنفسه عن غضب جماهيره. ننتظر لعل وعسى أن نجد طوق النجاة لاتحادنا بعد هذه الفضيحة الكبيرة التي ستبقى بمثابة العار على مفتعليها الذين حاولوا أن يدفنوا القانون في ليل كالح السواد وسلامتكم!