20_anas@ لن تلتئم الذكريات بشكل يسير حول المائدة الأولى في رمضان لأسر شهداء الواجب خصوصا، إذ إنها لن تنفك عن رفد حنايا القلب بمشاعر حانية وجياشة لتلك الأسر، إلا أن «زغاريد الصبر» التي يطلقها أهالي الشهداء فرحة برحيل أبنائهم إلى درجات عليا، تشبعها بألوان الإنسانية الفاخرة ومؤثراتها العفوية الصادقة، رغم الحزن الذي يخيم عليهم في كل حين، إلا أن فقده دفاعاً عن هذه الأرض، كافياً لأن يخفف مصابهم ويحول أحزانهم إلى فخر واعتزاز ب«جنود الحد». نضال نبيل يقدمه جنودنا البواسل على الحد الجنوبي، وتضحيات بلا حدود يبذلونها في سبيل الذود عن حياض الوطن، تاركين خلفهم أسراً وزوجات وقطعاً من قلوبهم في كل منطقة من زوايا المملكة، ناصبين أمام أعينهم لوحة لا تقدر بثمن لبلاد شامخة قُدر لها أن تنعم بأمن واستقرار. ملاحم عظيمة تلك التي يُقدم عليها «رجال الحد»، أسمى من الزج بها في أتون جدليات وحسابات شخصية، ومزايدات وطنية، تظل مهما كبرت صغيرة أمام المهمة العظمى التي يضطلع بها جيشنا القوي، وتحظى بتقدير وتثمين خاص من القيادة. وهو ما تبرهنه ردود الفعل التي تعقب كل استقبال خاص يحظى به أسر الشهداء، بلمسات حانية من القيادة، وكلمات تقرع أبواب حزن الغياب، وتعانق أحلام المستقبل المجهول، لا تنفك القيادات الحكومية عن تقدير الجهود الجليلة التي يقدم عليها هؤلاء الأبطال، بتخليد أسمائهم في ذاكرة الوطن، عبر قنوات عدة.