النضال الشريف الذي يقدمه أبطالنا البواسل على الحد الجنوبي، والتضحيات التي يبذلونها في سبيل الذود عن حياض هذا الوطن الشامخ، ملاحم عظيمة أسمى من الزج بها في أتون جدليات وحسابات شخصية وقضايا خاصة، تظل مهما كبرت صغيرة أمام المهمة العظمى التي يضطلع بها جيشنا القوي. فالأصوات النشاز التي تظهر بين حين وآخر متناولة قضايا أيا كانت صدقيتها تبقى على هامش المرحلة، التي تتطلب حساسيتها دعما وتحفيزا لجنودنا وذويهم، بإبراز نضالهم وقوتهم وصمودهم الأبي صيفا وشتاء، بعيدا عن الترويج لمقاطع يمكن وصفها ب«السخيفة» نالها غضب واسع من مواطنين يدركون بحث القائمين عليها ومن يؤديها عن بريق شهرة في استغلال رخيص للأحداث ولتفاعل الشعب مع أبطال قواتنا المسلحة. فهؤلاء من حيث يعلمون أو لا يعلمون شذوا عن الدور المنوط بهم في التفاعل مع هذه الحرب والمشاركة فيها بالتحفيز والدعم، بدلا من تناول قضايا خاصة وتسويقها على أنها شأن عام، في وقت كان أجدر فيه بهؤلاء استيعاب دورهم بصفتهم مواطنين بتقديم منتجات إعلامية وفنية وإنسانية بمنتهى الوطنية تبرز ما يقوم به أبطالنا الشرفاء وليس الحديث عن مشكلات مع البنوك وشركات تأجير وخلافه. ودور السعوديين جميعا في هذه الظروف وأد مثل هذه المقاطع بالكف عن تداولها والرد على من يروج لها بما يجب أن يفعله ويقوم به لخدمة وطنه. شتان بين مقطع فيديو حقيقي قام بتصويره غيور على وطنه، ظهر فيه أب فخور أكرمه الله بشهادة ابنه يدعو فيه أن يدثر ابنه الآخر في كفن شهيد كحال أخيه الذي استشهد دفاعا عن الدين والوطن، وبين مقطع تمثيلي يظهر فيه أطفال يتباكون على سحب شركة تأجير لسيارة والدهم المقاتل على الجبهة، دون أن يفطن إلى أن من وضع روحه على سلاحه فداء للوطن لا تعنيه هذه الصغائر. هذا الأمر ليس محصورا على مقاطع مصورة وحسب، بل يمتد إلى «هاشتاقات» تتفاعل معها حسابات مريبة تصطاد كل مناسبة في محاولة بائسة للنيل من جيشنا ووحدتنا. يعلق اللواء متقاعد الدكتور صالح سنبل بالقول: من المهم أن يستوعب كل مواطن أنه منذ أن وحد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الدولة السعودية الحديثة ووضع اللبنة الأولى للجيش العربي السعودي (القوات المسلحة العربية السعودية) لم يأل جهدا في دعمه وتنظيمه وتسليحه ليكون الدرع الدفاعي الأول لحماية الحرمين الشريفين والذود عن الوطن ومكتسباته الإستراتيجية وحدوده الجغرافية، وحق علينا أن ندعمه ونؤازره بما تمليه علينا واجباتنا الوطنية عبر الميادين وفي منابر الإعلام وكل مكان. فقد حرص المؤسس ومن بعده من قادة هذا الوطن الأبي على حماية أمن وأمان جميع الدول العربية بموجب ميثاق الجامعة العربية، فشارك جنودنا البواسل في أول مشاركة دفاعية في حرب الدفاع عن فلسطين عام 1948 واستشهد عدد من ضباطنا وجنودنا في تلك المعركة. ويضيف: لا يتوانى الخبثاء من بعض الدول والجهات الخارجية عن بث سمومهم ونشر أحقادهم بشكل أو بآخر، وعلينا ردعهم بصدهم وفضحهم ودعم أبطالنا بما نستطيع. وعلق مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أن ما قدم من تضحيات وصمود وشجاعة من هؤلاء الأبطال، سيظل خالدا في ذاكرة كل سعودي وسيرويها بفخر لأبنائه وأحفاده، فمن وضع روحه دفاعا عن وطنه سيظل غاليا على الشعب بأكمله.