عندما يحل عيد الفطر المبارك في كل عام، تستعد جميع الأسر لاستقبال الأبناء والأقارب، تعبيرا عن صلة الرحم وفرحة بهذا اليوم، لتبادل التهاني فيما بينهم، ولكن تبقى قلوب البعض تفتقد أحبابا غابوا عن العيد وأخذوا معهم فرحته وبهجته، ومن ضمن هؤلاء الجندي أول حسين بواح زباني الذي اكتسى منزل أسرته بالحزن بعد استشهاده في إحدى المواجهات الأمنية (في الخامس عشر من شهر رمضان عام 1433ه) مع الفئة الضالة في مدنية القطيف، حيث عاشت أسرته في ذلك العام أول عيد يمر عليهم بدونه. وتختزن ذاكرة والد الشهيد بواح زباني الذي زارته «عكاظ» في منزله الكائن بقرية الملحاء بمحافظة صبيا بجازان، الكثير من الذكريات للفقيد، حيث لايزال الحزن يخيم على منزله منذ أول عيد عقب استشهاد فلذة كبده منذ عامين، حينما غلب الأسى فرحة قدوم العيد في قلوبهم وتعالت صرخات والدته وأشقائه حزنا على فراقه، حيث يتذكرون ابنهم في كل مناسبة ويسترجعون أجمل اللحظات معه. وعبر والد الشهيد عن فخره واعتزازه باستشهاد نجله حسين وهو يدافع عن وطنه، ووقوفه بشجاعة في وجه ثلة من الإرهابيين يحاولون عابثين النيل من أمن واستقرار ومقدرات الوطن. وقال إن الاتصالات المتواصلة والاهتمام الدائم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة جازان للاطمئنان على أسرتهم، وتلمس احتياجاتنا ما هو إلا دليل على حبهم لشعبهم. وأضاف: «إن الوطن لن ينسى وفاء وفداء أبطاله البواسل من الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عنه وأن دموع أسرهم مازالت في أعينهم وتسكن صورهم قلوبهم اعتزازا ومفخرة بأدوارهم البطولية حيث مسحوا بأيديهم دموع أطفال وأسر الشهداء». وأكد على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله دائما واهتمامها بمن ضحوا بأرواحهم دفاعا عن وطنهم في حربهم ضد الفئة الضالة والاطمئنان على أسر الشهداء ومعايشة معاناتهم وأن هذا الأمر نابع من قلب القيادة إلى قلب هذه الأسر، مقدما التهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان.