استيقظ العالم يوم الجمعة السابع من أبريل على أصوات صواريخ توما هوك الأمريكية، وهي تنهال على مطار الشعيرات السوري حاملةً معها رسالة للعالم بأن أمريكا عازمة على العودة إلى لعب دور القطب الأوحد في العالم بعد الدور المتراخي الذي طغى على سياساتها الخارجية، إبان فترة الرئيس السابق أوباما، ويبدو أن تصريحات ترمب النارية خلال الانتخابات الأمريكية والقلق الذي ساد العالم عندما فاز بها ثم تنفيذه لما صرّحت به سفيرته نيكي هيلي في مجلس الأمن قبل الضربة بيومين عندما ذكرت بأن أمريكا ستتصرف لوحدها، إذا لم تتحرك الأممالمتحدة لإنهاء مجازر الأسد كل هذا جعل العالم يتفهّم هذه الرسالة ويتعايش معها، فها هو الدب الروسي يكتفي بالشجب والاستنكار واعتبار هذه الضربة من باب الإرهاب الدولي، وأنها انتهاك لسيادة النظام السوري على الرغم من تصريحات البنتاغون بأنهم أخطروا الروس بالضربة قبل القيام بها، ثم تعقيب وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بأنهم لم يطلبوا موافقة الروس على الضربة، وهو ما وضع الروس في موقف محرج، إذ إنهم لم يستطيعوا حماية حليفهم النظام السوري منها رغم معرفتهم بها قبل حدوثها، بل وصل الحال بمندوب الروس في مجلس الأمن أن يكتفي بالطلب من أمريكا والآخرين عدم توجيه الإهانة لبلاده، وأما دول أوروبا فقد تسابقت في تأييد الضربة على خلاف ما كانت تفعله فرنسا وألمانيا وبريطانيا أخيرا من تحفّظ على التدخلات الأمريكية الأحادية في العالم كما حدث في العراق، ويبدو أنهم وجدوا مخرجاً يحفظ لهم بعضاً من الكرامة في تصريح تيلرسون، بأن أمريكا نسقت مع حلفائها قبل الضربة، وبالنسبة للتنين الصيني نجد تصريح تيلرسون يفيد بأن الرئيس الصيني أبدى لترمب تفهمه للضربة الأمريكية، ويبدو أن التنين رضي بالحياد على أمل أن يكون أكبر الرابحين في حال نشبت أزمة بين الدب الروسي والنسر الأمريكي، أمّا موقف السعودية فقد كان واضحاً قبل الضربة وبعدها وهو ما يؤكده بيان وزارة الخارجية الذي أيّد بشكل كامل هذه الضربة في ظل تقاعس الأممالمتحدة عن إنهاء معاناة الشعب السوري، التي لن تنتهي إلا برحيل الطاغية بشار، فلا مكان له في مستقبل سورية، كما كان يصرح بذلك عميد الدبلوماسية العربية الراحل الأمير سعود الفيصل، وكذلك خليفته عادل الجبير وزير الخارجية الحالي. [email protected]