قبل عدة أعوام تعرض أشخاص كانوا يجتازون شوارع رئيسة في العاصمة المقدسة لحوادث دهس أذكر من ضمنها حادثاً أدى إلى وفاة العابر الخارج من مستشفى النور إلى الضفة المقابلة، فصرح يومها رجل أمن أن الحادث هو قضاء وقدر، ففسر الماء بعد الجهد بالماء، لأنه لا أحد يشك أن جميع ما يجري على وجه البسيطة قضاء وقدر ولكن للإنسان مسؤولية يجب أن يتحملها في حالة كون ما حصل بسبب إهمال أو تقصير منه، فعلقت على عبارة رجل الأمن بمقال تحت عنوان «وقالوا إنه القدر» فلم يزل قائل العبارة يرمقني شزراً حتى بعد إحالته على المعاش مع أنني لم أستهدف شخصه الكريم ولكن التعليق جاء على عبارته باعتباره مسؤولا يجب أن يكون له موقف من ذلك النوع من الحوادث! وبعد ازدياد عدد الحوادث قامت أمانة العاصمة المقدسة بإنشاء عدد من جسور المشاة في مواقع مختلفة من أم القرى أحدها كان أمام مستشفى النور، ولكن عدداً قليلاً من المشاة استخدموا تلك الجسور لعلوها وصعوبة ارتقائها حتى على الأصحاء من الناس، فكان أن عملت الأمانة على ترسية مشروع جيد لتركيب سلالم كهربائية لبعض تلك الجسور لتسهيل ارتقاء العابرين لها ولكن زائراً صحب زوجته التي كسرت ساقها وجاء بها إلى مستشفى النور فلم يجد موقفاً لسيارته خارج أسوار المستشفى ولا داخلها وفهم أن وقوفه في أي مكان حول المستشفى سيعرضه لقسيمة مخالفة، فأخذ سيارته وأوقفها في الجانب الآخر من الشارع المقابل للمستشفى وهم بصعود السلم الكهربائي فوجده معطلاً وعلم من بعض زوار المستشفى أن السلم ركب ولم يشغل بعد أو أنه شغل ثم تعطل فلم تتم صيانته فانتفت الفائدة من وجوده، وقد وجد ذلك الزائر نفسه مضطراً للعودة بسيارته إلى الضفة المجاورة للمستشفى للبحث عن موقف حتى لو تعرض لقسيمة مخالفة من أحد حاملي كاميرات تسجيل مخالفات الوقوف التي كثرت الشكوى منها، وذلك لأنه لا طاقة له صحياً بصعود سلالم الجسر ومثله كثير. وعلى أية حال كان المرجو من أمانة العاصمة المقدسة أن تتم مكارمها وتقوم بتشغيل السلالم الكهربائية المرتبطة بجسور المشاة وأن تتعهدها بعد ذلك بالصيانة والحراسة الدورية.. والشكر لها إن هي فعلت! [email protected]