Makram_Ohoud@ حين تسلم رئيس المجلس الأوروبي خطاب الطلاق البريطاني من الاتحاد الأوروبي بموجب الفقرة 50 من ميثاق ماستريخت، جاءت كلمة دونالد توسك معبرة حين قال: «نحن نفتقدكم من الآن»، غير أن المشاعر الأوروبية لم تلعب دورا ذا أهمية في تنفيذ الاستفتاء البريطاني في يونيو من العام الماضي، والذي وافق عليه 51.9% من الأصوات بنعم للخروج، بينما جاءت نسبة الرفض مرتفعة في كل من أسكتلندا بنسبة 62% للبقاء في الأوروبي وفي شمال أيرلندا بنسبة 55.8% للبقاء. هذا التفاوت في نتائج التصويت سيكون له تأثير لاحقا في مشوار تنفيذ بنود الطلاق والتي سيتولاها كل من الفرنسي المفوض الأوروبي وزير خارجية فرنسا السابق ميشيل بارنييه (66 عاما)، والبريطاني ديفيد ديفيس (67 عاما) وهو دبلوماسي وعضو برلماني سابق وشغل منصب وزير دولة بالخارجية البريطانية لشؤون أوروبا ومعروف عنه أنه من المعادين لمبدأ الاتحاد الأوروبي ويدعم مؤيدي الخروج واستقلالية بريطانيا. ولمعرفة ذهنية الشخصيتين يقول بارنييه «نحن نريد اتفاقا مع البريطانيين وليس ضد بريطانيا» وبهذا يُمهد بارنييه لبدء المشوار والذي من المتوقع أن يستمر لمدة 24 شهرا، هذا في الوقت الذي يُعرف فيه عن الفرنسي بأنه مفاوض لا يتهاون مما يجعل التطلع الى اتفاق من أصعب الخطوات التي سيمُر بها الأوروبي من جانب ولندن من جانب آخر، لا سيما حين أكد بارنييه بخلاف ما تردد عن مطالب أوروبية باتجاه بريطانيا لتسديد فاتورة للخروج، إذ قال: «إنه لا توجد فاتورة للخروج وإنما ما يهمنا هو تسديد الفاتورة بيننا وبين بريطانيا»، والحقيقة أن بارنييه دبلوماسي محنك وله خبرة تفوق خبرات البريطاني ديفيد ديفيس لا سيما وأن الأول بدأ منذ 6 شهور في دراسة ملف البريكسيت وقام بزيارة الدول الأعضاء ال27 للتشاور والتعرف على وجهات النظر لوضع أجندة شاملة لما ينبغي القيام به لتنفيذ شروط الخروج بأقل الخسائر الممكنة، كما أن بارنييه على دراية بخبايا دهاليز بروكسل وهو بذلك يتميز عن شريكه البريطاني الذي لم يعمل يوما واحدا بالمجلس الأوروبي أو المفوضية الأوروبية. ورغم ذلك اعتبر المراقبون أن اختيار تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية ، لديفيد ديفيس هو اختيار جيد للتفاوض مع الأوروبيين في مشروع الخروج لا سيما وأن ديفيس من المحافظين المتشددين ولن يتساهل في مطالب بلاده في ملف البريكسيت والتي تنطوي على الحصول على أكبر قدر من الامتيازات لبريطانيا فيما يتعلق بالسوق البينية والحد من وجود عاملين من الأوروبي في الجزيرة.