لماذا لا تزال هناك جماعات عنصرية بأمريكا عقيدتها تتمحور حول أفضلية البيض وإبقاء أصحاب اللون الأفريقي بمكانة دونية؟ لماذا بالهند ورغم حظر نظام الفصل الطبقي الهندوسي المضطهد «للطبقة المنبوذة-Dalit» لا يزال هناك 260 مليون إنسان منهم يتعرضون للاضطهاد؟ ولماذا بحقبة العبودية في أمريكا كان ممنوعا تعليم الأفارقة؟ لماذا قامت طالبان بأفغانستان وباكستان بتفجير مئات مدارس البنات واختطاف وقتل المعلمات ورش الأسيد على وجوه طالبات الابتدائية وتسميم برادات الشرب بمدارسهن ومحاولة اغتيال الطفلة «مالالا يوسفي» بثلاث رصاصات بالرأس فقط لأنها قالت بمقابلة إنها تريد الدراسة؟ فطالبان تحرم تعليم الإناث، وبالمثل جماعة «بوكوحرام» التي تختطف وتغتصب وتسبي الطالبات، وأيضا نتذكر معارضة تعليم البنات بالسعودية، ولازالوا يعارضون كل ما يتعلق بحقوق المرأة حتى البديهية منها كقيادة سيارتها بدل مخاطر ركوبها سيارات مراهقين ورجال غرباء، وحق الولاية على نفسها وغيرها (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) السبب في هذا النمط المتشابه لأصحاب انتماءات دينية وجغرافية مختلفة كامن في الشيطان الذي كان قبل الشيطان وأردى من كان في عداد الملائكة وقلبه إلى شيطان وهو «غرور الأنا-Ego» الذي قال على لسان إبليس (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) أي أعتقد أن له أفضلية بعنصره على من ليس من عنصره، والعنصر هو غير مكتسب ويتمثل بالجنس كالذكورة والعرق والقبلية، فالذات الإنسانية مكونة من طبيعتين؛ طبيعة دنيا غرائزية عنصرية لاواعية مشتركة مع الحيوانات ومركزها «غرور الأنا» ويمكن رؤيتها بالحيوانات الاجتماعية كسلوك القرد الذكر المهيمن على الجماعة الذي يستعبد إناثها، وهناك أفراد ومجتمعات وثقافات لم ترتق عن مستوى هذه الطبيعة الدنيا، أما الطبيعة الثانية وهي العليا الواعية فهي الطبيعة الربانية ومركزها الروح، وفي الثقافة العامة المتولدة عنها لا فضل لأحد على أحد بعنصره إنما بنوعية وعيه الفكري العاطفي الجوهري الروحي الأخلاقي السلوكي أي «التقوى»، والعلم أثبت أن كلا الجنسين عاطفي والفئة الوحيدة غير العاطفية هم مرضى السيكوباتية من الجنسين وهذا يجعلهم أشرارا. أما في الثقافة المتولدة عن الطبيعة الدنيا فيكون أهل العنصر المستعلي مصممين على إبقاء أهل عنصر محتقر بالمجتمع في مستوى دوني بحرمانهم من كل ما يتصل بالطبيعة العليا من حقوق أساسية كالتعليم والعمل وحرية التنقل والذمة الرسمية المستقلة، لكي يبقى صاحب العنصر المستعلي مغترا بشعوره أنه في مكانة أعلى بالمقارنة مع الفئة المحرومة من حقوقها. (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض...). [email protected]