أنزل الله عز وجل الشرائع على الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وبين فيها الحقوق والواجبات ووظفت رسائلهم في تحقيق المصالح والغايات التي حملتها التوجيهات المتعددة في تشريعات المشرع من عدل وإسعاد للإنسانية وفيها الأمن والأمان. ولما كان الانسان مفطورا على متغيرات وتنازعه الأهواء والمطامع وتخرجه عن الجادة أقام الشرع السلطة والسلطان في الدولة الاسلامية لحفظ الأمن والأمان والسعي نحو تحقيق المحقق التشريعي واحترام شرعية النظام وما يصدره ولاة الأمر وقد جاء في المادة السادسة والثلاثين من النظام الاساسي للحكم ما نصه (توفر الدولة الأمن لجميع مواطنيها والمقيمين على إقليمها ولا يجوز تقييد تصرفات أحد أو توقيفه أو حبسه إلا بموجب أحكام النظام). ولما كانت هناك فئات تتخلف عن مسيرة المنظومة الشرعية الأمنية جاء توجيه الدولة بأمر قيادتها وفقها الله بتوسيع الحملات وتعقب المخالفين الذين أخذتهم دوافع الاستمرار أو العيش على أراضي مملكتنا دون هوية نظامية ويجوبون المدن والقرى بتخف يشكل الريبة القائمة على التخلف. لهذا قامت وزارة الداخلية مشكورة بحملات تتعقب هؤلاء وفق خطط محكمة رسمت وتقوم على مراحل بدءا من تصحيح أوضاع هؤلاء ومساعدة كل من يرغب منهم في إنهاء وضعه المخالف وإعفائه من العقوبات. وهذا التصحيح النظامي يحمل دلالات متعددة إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية وتنتظم وفق منظومة السياسة الشرعية والأحكام المرعية الآتية: أولا: -هي حملة تحمل في دلالاتها الضبط وتحقيق الأمن والأمان لكل مواطن ومقيم بصورة تجديدية متنوعة فيها الخير للوطن والمواطن والمقيم والقادم الزائر والمعتمر. ثانيا:- إحياء ثقافة واحترام النظام الذي فيه تحقيق المحافظة على الكليات الخمس التي جاءت بها الشرائع السماوية وتنسجم مع روح التشريع وهدف المشرع. ثالثا:- إن الادعاء والترويج من قبل ضعاف النفوس أن في هذا التصحيح الشدة والقسوة والتضييق هو أمر مرفوض شرعا ونظاما بل إن البقاء غير النظامي فيه من الخطورة والتخطيط لجرائم متعددة وأعمال إرهابية وكلها تحمل أضرارا جسيمة وكبيرة أمنيا واجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا. رابعا:- إن تدشين ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وفقه الله مشروع منظومة أمن الخدمات الإلكترونية وانطلاقتها بصور وأهداف متعددة فيها الخير الكثير نحو عيش المواطن والمقيم أكثر أماناً وأمناً إذ شملت وتشمل الأمن الميداني وتطوير ومتابعة البلاغات وجعل الجميع يتابع الإفرازات الإيجابية ويتمتع براحة واستقرار تكفلت الدولة حرسها الله بهذا العطاء لأمن العباد والبلاد. وفق الله قيادتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد ووزير الداخلية، وولي ولي العهد حفظهم الله على هذه الإنجازات والأعمال الجبارة الكبيرة وأثابهم الله ووفقهم. * أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة