okaz_online@ توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين السعودية والأردن برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مساء أمس الأول (الإثنين) جاء في توقيت مناسب لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين بلدين تربطهما علاقات تاريخية، وتتطابق مواقفهما تجاه مختلف قضايا المنطقة. وأهم ما تم توقيعه هو عقد تأسيس شركة استثمار سعودية أردنية لتنفيذ استثمارات في الأردن يصل حجمها إلى ثلاثة مليارات دولار، وقطعاً سيكون لهذه الشركة دورها الفاعل في دعم الشراكة الاستثمارية بين البلدين، وستكون لها انعكاساتها الإيجابية على دعم اقتصاد الأردن وإعطائه دفعة تنموية قوية ليواصل مسيرته بخطى ثابتة. وتعزّز بقية الاتفاقات التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات منها الصحة، والإسكان، والحماية المتبادلة للاستثمارات، وحماية البيئة والمحافظة عليها، وَالتعاون في الشؤون الاجتماعية، والثقافة، والخدمات البريدية للحجاج والمعتمرين بين مؤسسة البريد السعودي ونظيرتها في الجانب الأردني. كما تم توقيع اتفاقية قرض لإعادة إنشاء وتأهيل الطريق الصحراوي (عمان - العقبة) بقيمة (393.750.000) ريال، لتسهيل التواصل بين عمان والعقبة عبر تأهيل هذا الطريق الصحراوي. وتعزيزاً للاستثمارات بين البلدين يأتي توقيع مشروع عقد البحث والتطوير في مشروع تعدين خدمات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن لتطوير عمليات التعدين في الأردن دعما لإقتصاده، فيما تمثل مذكرة التفاهم لدراسة الجدوى الاقتصادية لبناء مفاعلين بتقنية المفاعل ذي الوحدات المدمجة الصغيرة في الأردن أهمية خاصة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، وتأمينهما بكميات كبيرة لتوجيههما لتعزيز الصناعة في الأردن. ويتواصل التعاون بين البلدين ولا يقف عند حد معين بل يشمل مجالات عدة منها التعاون الإخباري بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء الأردنية، إضافة لاتفاقات القطاع الخاص ومنها اتفاق مدينة العلاج، والتأهيل الطبي في الرياض، ومشروع الريشة لتطوير وبناء وتشغيل محطة شمسية بقدرة 50 ميجا وات في الأردن. ويأتي توقيع هذه المذكرات والاتفاقات في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بترسيخ مبدأ الأخوة مع الأردن، لذا كان من الطبيعي أن يوجه المسؤولين السعوديين بتعزيز العلاقات بين الرياضوعمان والحفاظ على قوتها واستمراريتها بالشكل الذي ينسجم مع تاريخ البلدين، وعلاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، وبالطبع تظل هذه العلاقات متسمة بالانسجام والتطابق في الرؤى والأفكار في مواجهة مختلف القضايا العربية. ولا شك أن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني الذي تم الإعلان عن إنشائه أخيراً في الرياض بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز، والملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ستكون له انعكاساته الإيجابية في تطوير العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين، إذ إن من الأهداف الأساسية للمجلس برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور هو تنمية وتعميق العلاقات الإستراتيجية بينهما، وتحفيز النمو الاقتصادي بين المملكتين وتذليل الكثير من العقبات التي تواجه قطاع الأعمال السعودي الأردني، ما سيؤدي إلى تعزيز التبادلات التجارية وتسريع التدفقات الاستثمارية، وسيسهم بلا شك في تشجيع رجال الأعمال في البلدين على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية، كما أن المجلس يأتي في إطار اهتمام البلدين باستمرار التشاور بينهما لكل ما من شأنه أن يسهم في إعطاء دفعة قوية للعلاقات بينهما في شتى المجالات، إضافة إلى استمرار التنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.