وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى عمان أمس وكان في استقباله عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني، في زيارة رسمية للأردن، قال الديوان الملكي الاردني أنها «تجسد العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع المملكتين وقيادتيهما». وتبحث القمة الثنائية السعودية - الأردنية في شؤون المنطقة اضافة الى التعاون الاقتصادي وكيفية مواجهة التحديات وتشهد توقيع 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم تجارية واقتصادية تصل قيمتها إلى أربعة بلايين ريال. (للمزيد) واصطحب الملك عبدالله الثاني ضيفه الى قصر رغدان حيث عقدا جلسة موسعة تناولت «البحث في العلاقات الأخوية» اضافة الى «جولة أفق في العلاقات العربية وما يُقلق العالم العربي»، وما يدور حوله من مشاكل خصوصاً الارهاب المتمثل في تنظيم «داعش»، اضافة الى التدخلات الايرانية في شؤونها. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أنه «لدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى مطار عمان، كان في مقدم مستقبليه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين». وأجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية، إذ عُزف السلامان الملكيان السعودي والأردني، بعد ذلك استعرضت 5 فصائل من حرس الشرف أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحيّة للضيف. وشارك في الاستقبال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير الأستخبارات العامة، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، والسفير السعودي لدى عمان وأركان السفارة، وعدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين لدى المملكة. إثر ذلك، توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يرافقه ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، في موكب رسمي إلى المقر المعد لإقامته (قصر رغدان)، وسط ترحيب من المواطنين الأردنيين، الذين اصطفوا على جنبات الطريق لتحية الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفي تغريدة له على حسابه في «تويتر»، رحّب ملك الأردن بالملك سلمان، وكتب: «أرحب اليوم بأخي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، في بيته وبين أهله». وكان العاهل السعودي وعاهل الأردن شهدا ليل أمس، توقيع 14 اتفاقاً، ومذكرة تفاهم، وبرامج تنفيذية، وعقوداً بين حكومتي البلدين. وشملت الاتفاقات مشاريع في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها، والثقافة، والخدمات البريدية للحجاج والمعتمرين، والصحة، والإسكان، واتفاقاً لتشجيع الاستثمارات والحماية المتبادلة لها. كما شملت قرض إعادة إنشاء وتأهيل الطريق الصحراوي (عمّان - العقبة) بقيمة 393 مليوناً و750 ألف ريال، ومشروع عقد البحث والتطوير في مشروع تعدين خدمات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن، ومشروع مذكرة تفاهم لدرس الجدوى الاقتصادية لبناء مفاعلين بتقنية المفاعل ذي الوحدات المدمجة الصغيرة في الأردن لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه. وجرى التوقيع على عقد تأسيس شركة استثمار سعودية - أردنية للقيام باستثمارات في الأردن، يصل رأسمالها إلى 3 بلايين دولار، وكذلك مشروع مذكرة تفاهم وتعاون إخباري بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء الأردنية، إضافة إلى اتفاقات ومذكرات تفاهم للقطاع الخاص، تشمل مدينة العلاج والتأهيل الطبي في الرياض، وإطلاق شركة سعودية - أردنية في مجال تطوير الخدمات الطبية. وتضمنت الاتفاقات إنشاء (مشروع الريشة) لتطوير وبناء وتشغيل محطة شمسية بقدرة 50 ميغاوات، والتي تقع على الحدود الشرقية للأردن. وتعد هذه الزيارة الأولى للملك سلمان إلى الأردن منذ توليه الحكم في 2015. ويرافق خادم الحرمين الشريفين في زيارته، وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الأمراء، ووزيري دولة، ووزراء الصحة، والتجارة والاستثمار، والخارجية، والنقل، ورئيس الاستخبارات العامة، إضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال في السعودية. ووصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بلاده ب«المهمة»، مؤكداً أن العلاقات السعودية - الأردنية قوية وتاريخية واستراتيجية، مبنية على فهم مشترك لكيفية التعامل مع قضايا المنطقة، مشدداً على أن العلاقات بين خادم الحرمين الشريفين وعاهل الأردن «علاقات قوية». وعلى هامش الزيارة، أوصى مجلس الأعمال السعودي - الأردني المشترك بالبحث جدياً عن فرص الاستثمار المتاحة في البلدين، والتعرف على المناخ الاستثماري السائد والحوافز والفرص والإمكانات، وعقد المزيد من اللقاءات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين الأردنيين والسعوديين. ويبني الأردنيون آمالاً كبيرة على زيارة الملك سلمان في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الأردن نتيجة الظروف المحيطة به واستقباله نحو مليون ونصف لاجئ سوري أثقلوا كاهل الدولة. وتعدّ العلاقات بين الأردن والسعودية من أكثر الدول العربية تميّزاً ، فلم يحدث أن اختلف البلدان في سياستهما تجاه القضايا الخارجية والعربية على وجه الخصوص، ويُجمعان على ضرورة حلها، لا سيما القضية الفلسطينية والسورية. ووصلت العلاقات بين البلدين أوج التعاون والتميز، بعدما انضم الأردن إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني قال خلال مؤتمر صحافي عقده في المركز الإعلامي للقمة العربية في البحر الميت إن هناك رؤى متطابقة بين البلدين ستناقش خلال القمة العربية والتحديات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة.