الحفاوة البالغة التي قوبل بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته الرسمية للأردن قبيل انعقاد القمة العربية تنم بوضوح عن المحبة الكبرى التي يكنها الشعب الأردني قيادة وحكومة وشعبا لخادم الحرمين الشريفين– يحفظه الله– وهي محبة متأصلة ترسم الأبعاد الصحيحة لعمق العلاقات السعودية/ الأردنية، وهي أبعاد ترجمتها تلك الحفاوة بكل تفاصيلها وجزئياتها. تلك العلاقات الوطيدة والعميقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين هي التي مهدت لتأسيس شركة الاستثمار السعودية/ الأردنية برأسمال قدره ثلاثة مليارات دولار، وهذه الشركة العملاقة سوف تؤدي الى تجذير العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدين شقيقين يسعيان دائما لانشاء أفضل وأمتن العلاقات بينهما لما يعود على الشعبين بخيرات وافرة ويؤدي الى تعميق الشراكات القائمة بينهما في كل مجال وميدان. وتلك العلاقات نفسها هي التي دفعت العاهلين لتوقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لدعم أواصر التعاون بينهما في عدة مجالات وميادين بما فيها المجال الاقتصادي حيث يمثل الاقتصاد عصب الحياة وتسعى كل دول العالم الى تعميق علاقاتها في المجالات الاقتصادية تحديدا للوصول الى أفضل غايات وأهداف الرخاء والبناء والتنمية. والاتفاقيات التي وقعت بين العاهلين الكبيرين تمت في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها وفي مجال الشؤون الاجتماعية وفي المجال الثقافي وفي مجال الخدمات البريدية وفي مجال الاسكان وفي مجال الحماية المتبادلة للاستثمارات وفي مجال اعادة انشاء وتأهيل الطريق الصحراوي «عمان/ العقبة» وفي مجال التعدين، وفي مجال انتاج الكهرباء وتحلية المياه، وهي اتفاقيات سوف تؤدي الى تدعيم مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين. إضافة إلى ذلك فقد تم التوقيع على تأسيس الشركة الاستثمارية السعودية/ الأردنية وتبادل الخبرات الصحية وغيرها من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تصب كلها في روافد دعم العلاقات بين المملكة والأردن ودفع مجالاتها التعاونية المختلفة الى آفاق وأبعاد جديدة، وكل تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تمهد الطريق لقيام شراكة قوية في مختلف مجالات التعاون لتتحول تلك الشراكة الى نموذج حي لما يجب أن تكون عليه علاقات التعاون العربية/ العربية. من جانب آخر فان توافق الرؤى السياسية وتطابقها بين العاهلين الكبيرين تؤكد أهمية القمة العربية الاستثنائية التي تستضيفها الأردن، وتؤكد قدرات القيادتين على حلحلة الأزمات العربية العالقة لاسيما تلك التي تمور على الأراضي السورية والعراقية واليمنية، كما أن تطابق تلك الرؤى سوف يساعد على بحث القضية الفلسطينية على اعتبار أنها القضية المركزية للأمة العربية والعمل على تأييد مسار تسويتها وفقا لمعطيات مشروع الدولتين المؤيد من قبل الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن والمؤيد من قبل كافة المؤسسات والمنظمات الدولية.