تعرضت المملكة خلال الأيام الماضية لعاصفة «مدار» وتفضلت مشكورة الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتنبيه المواطنين وأصحاب العلاقة في بعض الإدارات الحكومية، وأعلنت على موقعها إنذاراتها حول الطقس وموجة الغبار. واطلعت ومعي الكثير على التصريحات التي طالعتنا بها الصحف ولعل من أغربها تصريح مدير الإعلام والمتحدث باسم تعليم جدة حمود الصقيران إذ أفاد حسب صحيفة «عكاظ» العدد 18468 وتاريخ 21 جمادى الآخرة 1438ه «أن انصراف طلاب مدارس جدة تصرف فردي من قبل بعض المدارس وغير مقبول سيتم النظر فيه»، ثم أضاف: «أن تعليق الدراسة لا يكون إلا وفقا للحالات التي وردت في الدليل المنظم لحالات تعليق الدراسة المعتمد من وزارتي الداخلية والتعليم»، هذا جزء من تصريح سعادته، ومن عاش الأجواء في مدينة جدة صباح الأحد الماضي يجزم بأن وزارتي التعليم والداخلية لا ترضيان أبدا على أبنائنا وبناتنا التعرض لموجة الغبار الكثيفة، إلا إذا كان سعادة المتحدث لم يكن داخل مدينة جدة؟ ومتى يريد سعادته تعليق الدراسة؟ أما ما أكده مصدر مسؤول في مطار الملك خالد الدولي بالرياض حسب صحيفة «عكاظ» العدد 18468 وتاريخ 21 جمادى الآخرة 1438ه ان عاصفة «مدار» كانت سببا في تحرك بعض الطائرات من مواقعها المخصصة لها كانت خالية من الركاب، وهذا التصريح في رأيي لا غبار عليه، خصوصا أن العاصفة كانت قوية، ولكن الأغرب أن صحيفة سبق أوردت تأكيد مطار الملك خالد الدولي بالرياض سلامة الطائرات في ساحاته (ذلك اليوم) بسبب الأحوال الجوية، وقال إنه لا توجد أي حالة اصطدام بمرافق المطار. وجاء التوضيح بعد تداول فيديو أشار مصوره إلى أن الرياح تسببت في انحراف إحدى الطائرات ونجاتها من الاصطدام بأحد الأعمدة وهو ما نفاه المطار. وفي جدة «أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بمطار جدة الأستاذ تركي الذيب أن رحلات الطيران ليوم الأحد (يوم العاصفة) لم تتأثر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، مشددا على أن جميع الرحلات أقلعت وهبطت في مواعيدها وفقا للجدولة» صحيفة «عكاظ» العدد 18468 وتاريخ 21 جمادى الآخرة 1438ه. وحسب صحيفة سبق «الخطوط الجوية السعودية: نظرا للمتغيرات الجوية وتدني مستوى الرؤية في بعض مناطق المملكة قد تتأثر بعض الرحلات» وهذا برأي شيء طبيعي لسلامة الركاب، ولكن غير الطبيعي تلك التصريحات المتناقضة. فمتى تكون تصاريح الجهات منطقية؟ [email protected]