الدمام، الرياض. طلال المالكي وحامد الفارس وبسمة محمد وسعد سالم ضربت عاصفة ترابية مساء أمس الأول الشرقية والوسطى حيث تدنى مستوى الرؤية بشكل كبير مما أدى إلى حدوث عشرات الحوادث المرورية، وازدحام أقسام الطوارئ بالمستشفيات فيما أدت أيضا إلى تأثر حركة الملاحة الجوية والبحرية والبرية وتعطيل الدراسة. أما غرفة عمليات الدفاع المدني فقد كانت على أتم الاستعداد لتتلقى أي بلاغات. وفي الشرقية أعلن الناطق الإعلامي في إدارة المرور المقدم علي الزهراني ل «شمس» أن المنطقة الشرقية شهدت 89 حادثا بسبب موجة الغبار مساء أمس الأول أدت إلى إصابة 15 بإصابات بسيطة. من جانبه أشار الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أسعد سعود أن أقسام الطوارئ في المستشفيات شهدت أعدادا كبيرة من المراجعين، لا سيما المصابين بالربو، حيث استقبل مستشفى الولادة والأطفال بالدمام 260 حالة، ومجمع الدمام الطبي 73 حالة ومستشفى الجبيل العام 40 حالة، فيما بلغ عدد الحالات في مستشفى القطيف المركزي 47. وأضاف أن مدير الشؤون الصحية الدكتور طارق السالم وجه بتكثيف الاستعدادات الطبية والفنية لاستقبال المرضى وعلاجهم وإخضاعهم للملاحظة وتنويم الحالات التي تحتاج إلى متابعة. إلى ذلك استقبل مطار الملك فهد الدولي بالدمام أمس الأول سبع رحلات جوية محولة من مطار الكويت الدولي وعلى متنها حوالي 1360 راكبا ابتداء من الساعة 18:33مساء بسبب سوء الأحوال الجوية وتدني الرؤية الأفقية والموجة التي ضربت شمال شرق المملكة ودولة الكويت، إلا أن المطار اضطر إلى تعليق الرحلات الجوية ابتداء من الساعة 21:45 مساء إلى الساعة 02:00 فجرا الأمر الذي أدى إلى تحويل سبع رحلات قادمة إلى بعض المطارات المجاورة وثماني رحلات داخلية ما بين قادمة ومغادرة. من جانبه باشر المدير العام للمطار المهندس خالد بن خليل المزعل كافة الإجراءات التي تتعلق بتوفير نظم الأمن وحماية حقوق المسافر وتوفير سبل الراحة له. فيما حرصت إدارة المطار بالتعاون مع شركات الطيران على تأمين الإقامة ومباشرة المناوبين من كافة القطاعات الحكومية العاملة بالمطار على تقديم التسهيلات للمسافرين. إلا أن بعض الركاب أبدوا احتجاجهم على ما أسموه بتجاهل حقوقهم داخل المطار. وقال كل من الدكتور طارق أبوحوة والمهندس عبدالرحمن أبو جبل، إن الظروف الجوية أجبرت طائرتهما القادمة من القاهرة في طريقها إلى الكويت، على الهبوط في الدمام. وأشارا إلى أن بعض ركاب الطائرة الكويتية افترشوا أرض المطار مع عائلاتهم، وغيرهم من بقية ركاب الرحلات الأخرى وذلك على مدى 14 ساعة دون أن تقدم لهم الخدمات اللازمة، وسط تبادل لإلقاء المسؤولية بين شركة الطيران والمطار. كما تسببت الأحوال الجوية في تأخير وصول رحلتين لقطار الدمام – الرياض لمدة ساعة و الرياض -الدمام ساعتين. وقال المدير العام للعلاقات العامة بالمؤسسة العامة لسكة الحديد محمد أبو زيد ل «شمس» إن موجة الغبار لم تؤد إلى أي حوادث. من جانبه ذكر الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة المقدم منصور الدوسري أن غرفة العمليات تلقت بلاغين بسبب موجة الغبار الأول عن وقوع طبق استقبال فضائي على سيارة مواطن فيما كان الآخر عبارة عن سقوط مظلة في محافظة الخفجي، دون أن يسفر الحادثان عن إصابات. أما بحريا فقد أدت الأحوال الجوية السيئة إلى غرق خمسة قوارب على متنها ثمانية سعوديين وثلاثة مصريين بسبب الأعطال وتسرب المياه إلى داخلها قبل أن تهرع دوريات حرس الحدود البحرية بميناء الملك عبدالعزيز لإنقاذ ثلاثة قوارب فيما تمكنت دوريات حرس الحدود البحرية بالخبر من إنقاذ الرابع الذي جرفته الأمواج وارتطم بالصخور، فيما أنقذت دوريات رأس تنورة القارب الخامس. وأوضح الناطق الإعلامي بحرس الحدود بالمنطقة الشرقية العقيد محمد الغامدي أن سرعة الرياح التي صاحبت العاصفة الترابية بلغت 80 كيلومترا في الساعة مع انعدام تام للرؤية. من جانبه أكد الفلكي الدكتور علي شكري رئيس قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ل «شمس » أن موجة الغبار بسبب رياح شمالية شرقية استطاعت حمل ذرات الغبار من المناطق الصحراوية شمال السعودية وغرب العراق وشرق الأردن، مضيفا أن السعودية تتعرض لمثل هذه الموجات من الغبار عادة في أشهر مارس وإبريل ومايو، وتمثل هذه الأوقات تقلبات الجو ما بين فصول الشتاء والربيع والصيف. وذكر أن مستوى تدني الرؤية وصل في الرياض إلى ما بين 50 - 100 متر وفي الشرقية ما بين 100 – 150 مترا وفي أعلى مستوياته في الكويت وصل إلى ما بين 10 - 20 مترا. وفي الرياض أكد حسين القحطاني المتحدث باسم هيئة الأرصاد وحماية البيئة أن المناطق الجنوبية والشمالية والوسطى والشرقية التي لحقتها العاصفة الترابية يوم أمس ستشهد بعض العوالق الترابية مع عودة درجة الحرارة لوضعها الطبيعي ابتداء من اليوم بعد أن شهدت انخفاضا ملموسا أمس الأول. من ناحيته أكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة أن موجة الغبار التي اجتاحت منطقة الرياض مساء أمس قد أدت إلى حالة استنفار، من جانبه ذكر مصدر في مستشفى الشميسي العام أن المستشفى أعلن حالة الاستنفار بعد استقبال 250 حالة حيث تم زيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ. مضيفا أن تأثيرات الغبار كانت أكثر شدة على الأطفال خاصة عند استنشاقهم للجزيئات الصغيرة لذرات الغبار .