FAlhamid@ ثلاثة أيام قضاها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في عاصمة صناعة القرار العالمي واشنطن «D.C»، حقق فيها إنجازات إستراتيجية لم تُحقق في ثلاث سنوات على الأقل، سواء في ملف تعزيز الشراكة بين الرياضوواشنطن في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاستثمارية، أو في ما يتعلق بالقضايا الإستراتيجية التي تهم الرياضوواشنطن معاً حول ملف مكافحة الإرهاب وضرورة تعزيز التعاون لاجتثاثه من جذروه، إضافة لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، ووقف تمدد الفكر الطائفي الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط. فضلا عن إيجاد حلول عادلة لقضايا المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية والسعي لتعزيز الأمن والسلم العالمي. اختراقات إيجابية ثنائيا وإقليميا المراقبون في واشنطن، الذين تابعوا نتائح الزيارة المبهرة قالوا «هكذا يتركز الحراك الدبلوماسي للأمير الشاب محمد بن سلمان» وزادوا: «ولي ولي العهد حريص على حرق المراحل والوصول إلى الإنجازات الملموسة على الأرض وإحداث الاختراق الإيجابي»، مشيرين إلى أن ما حدث من نتائج إيجابية حيال الملفات الإستراتيجية الحساسة خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان والذي يطلقون عليه «MBS»، أبهر مراكز البحوث والمؤسسات الإستراتيجية، إن من طبيعة الاختراقات التي حققها في «الأوفال هاوس» عبر العصف الذهني مع الرئيس ترمب وأعضاء إدارته، أو من خلال اجتماع الساعات الثلاث في البنتاغون، معقل صناعة القرار العسكري في واشنطن، عبر الاجتماعات المكثفة التي عقدها مع كبار المسؤولين العسكريين، لإعطاء دفعة للشراكة العسكرية والأمنية مع واشنطن في المجالات الثنائية أو حيال التعامل مع الملفات السياسية الساخنة، ومن أبرزها كبح جماح تنظيم «داعش» واجتثاثه من جذوره، خصوصا أن الرياض تقود التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والرياض ترأس التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ويمكن لهاذين التحالفين تعزيز جهودهما لاجتثاث العدو المشترك وهو تنظيم «داعش» الإرهابي. السعودية المحبة للسلام في الببت الأبيض، نجح محمد بن سلمان في تقديم صورة السعودية المحبة للسلام، والتي تنبذ العنف والإرهاب، والداعية لوسطية الإسلام، وتعزيز ثقافة التعايش والاعتدال وفهم ثقافة الآخر، والحريصة في الوقت نفسه على فتح آفاق الشراكة مع واشنطن وتجاوز مرحلة البرود التي شهدتها العلاقات في المرحلة الماضية، ليطلق الشراكة نحو آفاق أرحب وأوسع وأشمل، وبدا هذا التوجه واضحا عندما قال محمد بن سلمان في معرض حديثه عن العلاقات مع واشنطن «إن العلاقات تاريخية وامتدت لثمانين عاما وكان العمل فيها إيجابيا للغاية لمواجهة التحديات جميعا». إيران معقل الإرهاب العالمي كما بدا واضحا التقارب الشديد في التفكير الإستراتيجي للرياض وواشنطن في التعامل مع النظام الإيراني الإرهابي، والذي جسدته تصريحات الرئيس ترمب عندما أشار إلى أن إيران تعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، فيما قال الأمير محمد بن سلمان في معرض حديثه بشفافية وصراحة عن التحديات التي تواجهها المنطقة «نواجه اليوم تحديا خطيرا جدا في المنطقة والعالم سواء من تصرفات النظام الإيراني المربكة للعالم والداعمة للمنظمات الإرهابية، أو التحديات التي تقوم بها المنظمات الإرهابية». تلاقي الأفكار والحلول وحدث التلاقي الإستراتيجي بين الرياضوواشنطن حيال ملف الإرهاب وتحجيم النفوذ الإيراني، إذ وضع البلدان أيديهما على الجرح الدموي الغائر وشخّصا القضية التي يجب أن يواجهها البلدان، وهي إرهاب داعش الظلامي وإرهاب إيران الطائفي. الرياض كانت ومازالت هي المفتاح الأساسي لحل القضايا في المنطقة، وهي الحليف الوثيق لواشنطن، والبلدان سيعملان بإخلاص لحل أزمات المنطقة، والمستقبل سيكشف تحركا واسعا لحلها.