فوجئت الأوساط الغربية بالإعلان الرسمي السعودي أمس (الإثنين) عن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، في الوقت الذي يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجولة شرق آسيوية، مصدر المفاجأة وفق دبلوماسي غربي رفيع كان بسبب طبيعة حراك الدبلوماسية السعودية الإيجابي شرقاً لتحقيق مصالحها مع حلفائها في الشرق الآسيوي، وغرباً للحفاظ على التوازن الإستراتيجي في الشراكة مع الغرب، إذ تعتبر واشنطن صانعة القرار السياسي واللاعب الرئيسي فيه.وأوضح الدبلوماسي الغربي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات ل «عكاظ» أن الدبلوماسية السعودية تعيد تموضعها وفق مصالحها الإستراتيجية، من خلال حراك الأمير محمد بن سلمان باتجاه واشنطن، إذ يحمل في طياته رسائل مهمة مفادها بأن الرياضوواشنطن حريصتان على تعزيز أواصر الشراكة الإستراتيجية العسكرية والسياسية والأمنية. شراكة لإحلال السلام من جهتها، أفادت مصادر أمريكية رفيعة في تصريحات ل «عكاظ» أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن تمت التهيئة لها بهدوء، خصوصاً أن هناك رغبة سعودية أمريكية مشتركة لتقوية الشراكة في حقبة إدارة ترمب، مشيرة إلى أن هناك قواسم مشتركة بين الرياضوواشنطن وتطابقاً في وجهات النظر حيال محاربة إرهاب «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ووقف التمدد الإيراني في المنطقة ولجم الإرهاب الطائفي الذي يقوده ملالي إيران وإحلال السلام في المنطقة. مهندس الرؤية 2030 وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس ترمب الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض بعد غد (الخميس) أو الجمعة القادم، كون أن البيت الأبيض لم يعلن جدول الرئيس ترمب ولقاءاته القادمة بعد، كما سيعقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعات مع نظيره الأمريكي ماتيس ومستشار الأمن القومي ماكماستر لبحث سبل تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية، في جوانبها العسكرية والأمنية وتعزيز التعاون في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف وإيجاد حلول للأزمة السورية واليمنية وفق قرارات الشرعية الدولية. وأشارت المصادر إلى أن الأوساط الأمريكية تنظر إلى الأمير محمد بن سلمان كشخصية قيادية وسياسية رفيعة باعتباره مهندس الرؤية السعودية 2030 والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي في مرحلة ما بعد النفط، وكونه وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس التنمية الاقتصادية. أول لقاء سعودي أمريكي وعندما يدخل ولي ولي العهد إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس ترمب، فإن هذا اللقاء سيكون العصف الذهني الأول بين مسؤول سعودي رفيع المستوى وترمب منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية في 20 يناير الماضي، وبحسب المصادر فإن الأمير محمد بن سلمان سيضع الرئيس ترمب في صورة توجهات السياسة السعودية الخارجية خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وإحلال السلام في الشرق الأوسط وضرورة لجم الإرهاب الإيراني ووقف تمدد الفكر الطائفي في المنطقة وإنهاء انقلاب الحوثي ودعم الشرعية في اليمن. إلى ذلك، غادر ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صباح أمس (الإثنين) إلى الولاياتالمتحدة في زيارة عمل تبدأ بعد غد (الخميس).ووفقاً لبيان من الديوان الملكي يلتقي ولي ولي العهد خلال الزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وعدداً من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الأهداف المشتركة.