لليل حديثٌ عابرٌ ألقى على صدري.. حملاً ثقيلا لليلِ قافيةٌ وقصائدُ تعرفكَ وتعرفني ولنا فيهِ الظلمة.. حين سكبنا نخبَّ الضوء في كاساتها قمرا لليل.. يا أنتَ... أنا وأنتْ... ! حين التقينا على رابيةِ حلمٍ مشترك وحفلنا بأغنيات البيدِ ولعبنا بالرملِ بنينا منه كلاما موغل فينا لليل الذي تعرفه وأعرفه تلاوة الغرباءِ وأدعيتهم ولصلاته سجودٌ طويلٌ اقتنصنا خلالهُ تسبيحةَ نجمٍ معتكفْ لليل الذي أغرقنا... وسَبَحنا في مدِّه وجزره واصطدنا أسماك حيرته حلمٌ بهيجٌ وله نايٌ حزينْ! ينفث في رئتي أعومًا من سهادْ يحدونا مع الليل ركبُ النجم ويغشانا كمِهَادْ صُبَّ الآن على سمعي قصائدنا وارمٍ إلى الغربِ أحلامَ الوسادْ! أليس للظلِّ مُتَّسعٌ كي يجري فوق المساحة الخضراء أو فوق الرمادْ ! لن يجرح الظلَّ غير الظلام فاشعل من الصوتِ فتيلَ الغيابِ ليشتعلَ الحضورُ.. وتهيمُ في صخبِ الَّلذة هذي الظلال.. لليل أوطانٌ وتعرفنا.. لليل أهازيجٌ تُزفُّ للواقفين مثلنا على وجعٍ ونضالْ! وحدكَ تملأُ أزمنتي وتخوض بخيلك كل زحام فارسٌ يركض في عتمة رقصٍ فاخرٍ لزفافِ عروس الجان! وحدكَ فتيل الوقتِ تتقدُ أزمنةً وتطوح كسؤال... تنمو كالأشجارِ... وتهمي كالأمطارِ... ولك إيقاع القصائدِ والأشعارْ! وإليكَ يحجُّ النبضُ وتُغتفرُ الأحزان وحدكَ وأنا... وحدك وأنا... هذا الليلُ.. وهذا الصمتُ الواقفُ على باب الأصواتْ وهذا الحزن العاثر في الأسفارْ وهذي الدمعةُ في عينِ قصيدةْ وحدكَ وأنا... يجمعنا غَيبٌ وغِيابْ !! تحوينا أمطارٌ ومطارْ وحدكَ وأنا... ليلٌ يختلس الوقتَ.. وينتعل الأحجارْ ليلٌ يجري فوق الوحشةِ خيلٌ... وخيالْ! فاسكب شعرك في صدري نهرًا... ونهارْ وامض في ليلٍ علويٍّ لا أشهى من كسرِ الأسوارْ... ! لا أشهى من بعث الأسرارْ..! *شاعر سعودي