mohamdsaud@ إشارات عميقة الدلائل تبادلها فنان العرب محمد عبده والسندباد راشد الماجد مع جمهورهما في مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض أمس الأول (الخميس)، بعد انقطاع للحفلات الفنية دام أكثر من 30 عاما، كان كفيلا بأن يجعل ذلك الجمهور متعطشا للفن الأصيل والطرب الجميل في ليلة من ليالي نجد الخالدة. خاطب أبو نورة جماهيره برسائل «مشفرة» من خلال تحوير بعض كلمات أغانيه، التي كانت كفيلة بالإجابة على كافة التساؤلات وكأنه يعود بالذاكرة ل30 عاماً مضت، ويحكي من خلالها قصصا طويلة من الفراق القسري الذي جعله يردد طويلا هو وجمهوره «آه ما أرق الرياض.. وليالي نجد ما مثلك ليالي». فنان العرب وجد نفسه مسكونا بعشق الجماهير أكثر من أي وقت مضى، ما جعله يتوقف أكثر من مرة ليمنحهم المساحة الكافية ليرددوا معاً بصوت شبيه بذلك الصوت الذي يتكسر من أعماق البحار «في عيني اليمنى من الورد بستان.. وفي عيني اليسرى عجاج السنين»، «إن ما عرفتوني فلاني بزعلان»، هكذا ردد فنان العرب مجموعة من الأغاني ألهب بها المشاعر ليعيد المشهد لليالي الرياض العتيقة، قبل 3 عقود. لم يكن الفنان راشد الماجد أقل حظا من فنان العرب، فقد كانت مشاركته الأولى في العاصمة السعودية، كحفلة باستثناء مشاركاته في حفلات افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، إلا أنه أعاد حضور الحفلة إلى حقبة الثمانينات والتسعينات من خلال أغانيه التي شدا بها. حينما اعتلى الماجد خشبة مسرح الملك فهد الثقافي فوجئ بتحية الجمهور الذي حضر الحفلة، ليبدأ بأغنية وطنية «عاش سلمان»، وتفاعل معها الحضور بشكل كبير رافعين أعلام بلادهم. وبعد انتهاء أغنية «عاش سلمان» حيّا الماجد جمهوره، وقال لهم: «يا هلا وسهلا فينا في ديرتنا»، كما وجه التحية إلى راعي الثقافة وداعمها الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مثنياً على نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وترحيب الماجد بجمهوره في بلادهم، رسم صورة عن السنوات التي توقفت فيها الحفلات الغنائية في المملكة، وتعطشه لمشاهدتهم، وغنائه أمامهم في مسارح المدن السعودية. وغنى راشد مجموعة من أغانيه القديمة «سألنا عنك» و«إنت غير الناس» و«مسافر في سما النسيان»، و«ما أبي أسمع رجاوي»، و«عشيري»، و«علمتني كيف أحب»، و«وويلاه». وبين الأغنية والأخرى يتوقف راشد قليلاً لسماع تحايا جمهوره، وطلباتهم للأغنيات، لكنه مازحهم بقوله: «برجعكم للثمانينات أشوف حافظين»، إلا أن الجمهور كان حافظاً ومنتظراً بشغف حضور فنانهم للرياض، وعبر الماجد عن سعادته الكبيرة بإحيائه الحفلة الأولى في العاصمة بعد انقطاعها لسنوات. قرابة 3 آلاف من الجماهير الذين توافدوا منذ وقت مبكر واكتظت بهم الطرق، وجنبات المركز الثقافي، إذ يأمل هذا الجمهور أن تضع «حفلة الرياض» حدا للقطيعة وأن تُعيد الفن السعودي ونجومه من المنفى إلى الوطن مجددا.