إننا نجري لأننا نريد أن نبقى كما نحن! هكذا كان غضب جمهور النصر، غضب نابع من حب مشبع بكبرياء البطل بدافع الاستمرارية في مقدمة أندية المملكة على كافة الأصعدة محليا ودوليا. كيف لا، وهو الذي سبق الجميع بسرعة زمنية وإلا لما كانت العالمية صعبة قوية! الجمهور الذي يغضب ويسجل ردة فعل بعد كل عثرة للفريق، ولعل آخرها حادثة الفيصلي المخجلة، هو السر ذاته في موسمي «متصدر لا تكلمني» و«هيا تعال». إنه توازن رهيب، هذه الكفة الثابتة والورقة الأكثر ربحا تتوافق مع حجم الإمكانات الفنية لدى اللاعبين، غير أن هذه الخامات تحتاج توظيفا صحيحا لها في الملعب، وقبل ذلك تهيئة وتحضيرا ذهنيا للنهائي الكبير مع الاتحاد الجريح. الكفة ترجح النصر للظفر بالكأس جماهيريا وفنيا إذا أرادت الإدارة ذلك، إذ إنها مسؤولة كليا عن تحضير اللاعبين نفسيا. فليقم كل بدوره مغمضي الأعين (موقتا) عن أحداث الموسم والأفعال السلبية والإيجابية، وليكن التركيز حاضرا بحضور النصر. تمايز بين غضب الجمهور ودافعيته للفوز، وبين إخفاق الإدارة في بعض القرارات ومصالحة عشاق النصر، وبين تراجع مستوى اللاعبين وقمته.. الفوز بالمباراة والتتويج بالذهب.