في الوقت الذي كان فيه جميع النقاد متفقين على أنّ الضغوط النفسية في مباراة الهلال والنصر ستكون على الأخير ، لعدة عوامل أهمها خروجه من دور المجموعات في بطولة دوري أبطال آسيا، وغياب عدد من نجومه، إلاّ فريق النصر غير المعادلة وقلب الموازين، ودخل المباراة بكبرياء البطل الذي يريد المحافظة على لقبه، ولعب بكل هدوء وثقة، ونجح من خلال أداء لاعبيه في إحكام السيطرة الميدانية لصالحه. وبعيداً عن أداء حكم اللقاء الذي لم يوفق في إدارة اللقاء واحتسب هدف الفوز النصراوي من تسلل واضح وفاضح، ولم يحتسب ركلة جزاء لفريق الهلال، إلا أن ما قدمه فريق النصر من عطاء فني استحق عليه الفوز بأكثر من هدف، واستحق بطولة حققها الموسم المنصرم وحافظ عليها هذا الموسم بعد أن تصدّرها منذ الجولات الأولى، ولذلك على جميع الأندية أن تتعامل مع النصر (كبطل) وليس فريق عادي، فنصر السنوات العجاف لم يعد له وجود، حيث استبدله رئيسه الأمير فيصل بن تركي الذي بذل بسخاء لا مثيل له واستحق احترام الوسط الرياضي بنصر البطولات والإبداع، وأعتقد بأنّ هذا الجانب كان يغيب عن الهلاليين في مباراتهم، ويتضح بشكل جلي في نقاشات الجمهور الهلالي الذي يحاول الانتقاص من النصر، وتذكيره بماضيه، وأنه لم يعد للبطولات إلا بالتحكيم، بينما النصر يحقق البطولات ولا يهتم لكلام لا يقدم ولا يؤخر، حيث يعلم بأنه لن يكتب في صفحات التاريخ إلا البطولات! الهلال الذي كنا نتوقع بأنه لن يكون مضغوطاً، وسيؤدي مباراة كبيرة، غاب عن مستواه، وحضرت العصبية والنرفزة التي لم يكن لها مبرر، فكانت الخسارة مؤلمة لأنصاره الذين ظلوا يتغنون بمقاطع (هيا تعال) والتي تعتبر في تاريخ الهلال صفحة مظلمة، فالهلال لم يسبق أن مر عليه نجم تغنى بفريق غير فريقه، ولكن ناصر الشمراني ابتدع هذا الأمر، ولأنّ الجمهور عاطفي فقد سار على طريقه، وظل يتغنى بتلك المقاطع، ورغم أنّ (الجزيرة) ومن باب المهنية انتقدت تلك التصرفات وذلك المقطع في حينه تحت عنوان (ناصر أخطأ ولكن أين الإعلام الفضائي عن نور)، إلا أن الغالبية سار في طريق لا يليق بالهلال أن يسير به، بل إننا نعتقد أنّ تلك المقاطع هي من حفزت النصر وقادته للانتصار، وجعلت الهلال يلعب تحت الضغط خاصة (صاحب تلك المقاطع) الذي لم يقدم ما يشفع له، وظل إلى أن خرج ووجوده مثل عدمه، أما سالم الدوسري فقد أتى بما لم يأتِ به الهلاليون، حيث احتك مع الحكم بعد أن طرده، وأراد ضربه بعد نهاية المباراة في منظر لا يليق بلاعب يرتدي الشعار الأزرق، ولكن يبدو أنّ التهيئة النفسية لم تحضر، وهذا الأمر تتحمله إدارة الفريق برئاسة محمد الحميداني الذي أشدنا به طوال الفترات السابقة، ولكنه في هذه المباراة أخفق، ومن حقنا نقده لتعديل مساره لمصلحة فريق يجب أن لا يكون بهذا المنظر المخجل!