FAlhamid@ تتابع الأوساط العالمية والشرق أوسطية، بكل اهتمام جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشرق آسيوية، التي تبدأ نهاية الأسبوع الحالي، وتتضمن زيارة ماليزيا وإندونيسيا واليابانوالصين والمالديف، وتهدف لتعزيز دبلوماسية الاتجاه للشرق الآسيوي في إطار السعي لتقوية الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، ضمن الرؤية السعودية«2030»، وحرص الرياض ليس فقط لتنويع شراكتها الإستراتيجية مع دول شرق آسيا، بل وتحويلها إلى برامج عمل تنفيذية من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقات التثائية ومذكرات تفاهم مع الدول الخمس التي سيزورها الملك سلمان، ستعطي دفعة قوية للعلاقات الإستراتيجية إلى الأمام. وتأتي جولة الملك سلمان الشرق آسيوية في إطار فتح قنوات استثمار مشتركة، تتجاوز أحادية الاستثمار التي تركز على عدد من الدول الغربية. ماليزيا وتعزيز الشراكة وفي ماليزيا التي تعتبر المحطة الأولى، سيشهد الملك سلمان ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق التوقيع على العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتجارية، كما سيعقد الملك سلمان محادثات مستفيضة مع رئيس الوزراء الماليزي تتركز على سبل تعزيز الشراكات وتحويلها لبرامج تنفيذية ومناقشة التطورات في المحيط العربي الإسلامي. وتمثل السعودية الشريك رقم 19 لماليزيا عالميا، فيما تأتي في المرتبة 23 في قائمة الدول المستقبلة لصادرات ماليزيا. إندونيسيا.. برنامج حافل للزيارة وستكون إندونيسيا المحطة الثانية لجولة الملك سلمان، وهو ثاني ملك سعودي يزورها منذ 46 عاما. ويرافق خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام وفد رفيع المستوى يضم عدة وزراء ومسؤولين كبار. وبحسب مصادر رئاسية إندونيسية، فإن الحكومة الإندونيسية أعدت برنامجا تاريخيا غير مسبوق، للزيارة، وسيقيم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو استقبالا رسميا للملك سلمان، والوفد الرسمي المرافق. كما سيجري الرئيس الإندونيسي محادثات معمقة مع الملك سلمان تتعلق بسبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية وبحث الملفات الساخنة في المنطقة العربية والإسلامية. وسيشهد الزعيمان السعودي والإندونيسي مراسم التوقيع على العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وأشارت المصادر إلى أن الجانب الاقتصادي والاستثماري سيحظى بالبحث المستفيض بين الجانبين ومن خلال اللقاءات التي سيجريها الوزراء السعوديون المرافقون مع نظرائهم الإندونيسيين. وتعتبر السعودية وإندونيسيا عضوتين في مجموعة ال20، الاقتصادية. ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن جلب استثمارات سعودية تصل إلى 25 مليار دولار. وكان الملك سلمان التقى الرئيس ويدودو، إبان زيارته للمملكة في سبتمبر 2015؛ إذ استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين. اليابان ودعم 2030 وفي المحطة الثالثة سيستقبل اليابانيون الملك سلمان في الأسبوع الأول من شهر مارس القادم. وسيجري مع إمبراطور اليايان أكهيتو ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مباحثات تتعلق بتعزيز التحالف الاقتصادي وخصوصا الجانب التقني والاستثمار فيه بين البلدين، كما سيشهد الملك سلمان ورئيس الوزراء الياباني مراسم التوقيع على العديد من الاتفاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وكانت طوكيو أعلنت عن دعمها الكامل لرؤية 2030 واستعدادها لفتح شراكات استثمارية مع الجانب السعودي. وأكدت مصادر في رئاسة الوزراء اليابانية أن محطة طوكيو تكتسب أهمية كبرى خاصة في الجوانب الاقتصادية. و بحسب مسؤول ياباني فإن هناك قناعة لدى الرياض و طوكيو ليكونا شركاء إستراتيجيين في الجوانب الاقتصادية. وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، زار طوكيو في سبتمبر الماضي، في ظل سعي السعودية لتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع اليابان. بكينوالرياض ودعم السلام وفي المحطة الرابعة الصين ستدخل الشراكة الإستراتيجية السعودية الصينية، منعطفا مهما، إذ ستشهد زيارة الملك سلمان تعزيز هذه الشراكة الطويلة الأمد في جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية. وسيتم خلالها التوقيع على جملة من الاتفاقات الثنائية بين البلدين. وبجسب مصادر صينية فإن بكين ستكون حريصة للتحرك مع السعودية لدعم الأمن والسلام في المنطقة، والتصدي للإرهاب. وفي المالديف وهي المحطة الأخيرة يجري الملك سلمان مع القيادات المالديفية سلسلة من المشاورات لدعم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. يذكر أن العلاقات السعودية مع دول شرق آسيا شهدت زيارات متبادلة في الفترة الماضية، إذ قام الأمير محمد بن سلمان، في أغسطس الماضي بجولة آسيوية شملت الصينواليابان، ورأس خلالها وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة ال20 في هانجوا. وغدت الدول الشرق الآسيوية من أكثر الدول المؤثرة على الخريطة الاقتصادية العالمية. وأدركت المملكة أهمية تعزيز العلاقات مع تلك الدول، خصوصا الصين، واليابان، وماليزيا وإندونيسيا.