عاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرياض أمس (السبت)، مختتماً جولة آسيوية بدأت قبل 22 يوماً، وشملت خمس دول: ماليزيا، وإندونيسيا، وبروناي، واليابان، والصين. ووصل العاهل السعودي إلى مطار قاعدة الملك فيصل الجوية بعد عقد نحو 40 اتفاقاً في مجالات مختلفة، فيما يتوقع أن تستقطب المملكة إثر هذه الجولة الملكية 270 بليون ريال. وتقلد الملك سلمان خلال زياراته خمسة أوسمة وجوائز رفيعة، وثلاث شهادات دكتوراه فخرية، فيما أصدر قرارات بضم الدارسين على حسابهم في ثلاثة بلدان إلى برنامج الابتعاث الخارجي. وشهدت زيارته إلى ماليزيا توقيع 11 مذكرة تفاهم بين البلدين، بينهما أربع لتعزيز التعاون في مجالات تجارية، واقتصادية، وتعليمية، وإعلامية، وسبع أخرى بين شركات من البلدين بقيمة تتجاوز بليوني دولار، إضافة إلى اتفاق بين عملاقي النفط في البلدين «أرامكو السعودية» و«بتروناس الماليزية» على استثمارات بسبعة بلايين دولار، لتتجاوز قيمة الاستثمارات الموقعة تسعة بلايين دولار. وتضمنت المذكرات الموقعة إنشاء مركز للسلام العالمي يحمل اسم الملك سلمان. وشهدت الزيارة منح خادم الحرمين «وسام التاج الماليزي» وشهادتي دكتوراه فخريتين من جامعتين ماليزيتين، إحداهما في العلوم السياسية، والأخرى في الآداب، إضافة إلى منحه جائزة «الإنجاز الفريد». وأسفرت زيارة إندونيسيا، عن توقيع خمس اتفاقات، و11 مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين، وشهد ملتقى الأعمال السعودي - الإندونيسي توقيع أربع اتفاقات شراكة إستراتيجية في قطاعات: الطاقة، والصحة، والإسكان، والسياحة، بقيمة 13.5 بليون ريال (3.6 بليون دولار). والاتفاق الخامس في قطاع السياحة بقيمة أربعة بلايين ريال لتأسيس شركة في إندونيسيا في قطاع «السياحة الحلال»، تركز على إنشاء برامج للعائلات القادمة إلى هذا البلد، لترتفع قيمة الاستثمارات ضمن هذه الاتفاقات إلى 17.5 بليون ريال. ووجه الملك سلمان كلمة إلى الشعب الإندونيسي، وحظي المقطع بأكثر من مليونين و600 ألف مشاهدة في أقل من يوم. وقلد الرئيس الإندونيسي العاهل السعودي أعلى وسام في بلاده «نجمة الجمهورية الإندونيسية». وشهدت زيارة خادم الحرمين إلى الصين توقيع اتفاقات ومذكرات بأكثر من 65 بليون دولار، تضم 28 اتفاقاً وبرنامج تعاون، بينهم 21 اتفاقاً في منتدى الأعمال السعودي - الصيني، شملت منح رخص استثمارية للشركات الصينية، إضافة إلى توقيع ست مذكرات تفاهم بين البلدين، بينهم مذكرتين عن مشاركة السعودية في استكشاف الفضاء، وأخرى خاصة بالاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية. وتشمل الاتفاقات الموقعة بين البلدين، اتفاق شراكة لتصنيع الطائرات من دون طيار، وتعاون استراتيجي للاستثمار، وأخرى خاصة بالتعاون في قطاعات تجارية واقتصادية وعسكرية، بينهما دراسة جدوى المفاعل النووي السعودي. ودشن الملك سلمان مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين التي منحته دكتوراه فخرية. ومن أبرز القرارات الملكية خلال الزيارة ضم الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص في الصين بالبعثة التعليمية ضمن برنامج الابتعاث الخارجي، وسبقها قرار مماثل ماليزيا، ولحقها مثله في اليابان. وفي طوكيو، وهي المحطة الرابعة من الجولة الآسيوية، ووقعت المملكة واليابان على مذكرات تفاهم وأربعة اتفاقات بين البلدين، في مجالات: العمل، والرعاية الصحية، وصناعة السيارات، وتحلية المياه، إضافة إلى توقيع مشروع مذكرة تعاون بين حكومتي البلدين لتنفيذ «الرؤية السعودية - اليابانية المشتركة 2030». وناقش منتدى «الأعمال للرؤية السعودية - اليابانية 2030» سبل تحقيق البرامج التنفيذية المنبثقة عن «رؤية المملكة 2030»، وتعزيز التعاون في تنفيذ مبادراتها في شتى القطاعات، إضافة إلى بحث تعزيز حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بتنظيم منظومة التجارة والاستثمار السعودية ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط. وتسلم خادم الحرمين خلال هذه الزيارة الوسام السامي «زهرة الأقحوان» من إمبراطور اليابان اكيهيتو في قصره في طوكيو، تقديراً لخادم الحرمين. وفي بروناي، اختتمت زيارة الملك سلمان بصدور بيان مشترك جاء فيه أن هذه «الزيارة المهمة والتاريخية تجسيداً لعلاقات الأخوة والصداقة المستمرة والتعاون الثنائي بين البلدين، وتزامنت الزيارة مع مرور 30 عاماً على إنشاء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين». وقال البيان: «إن المحادثات تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما في المجالات كافة، وخصوصاً في مجال التعاون التجاري والاستثماري، بما في ذلك البحث عن الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين». وأشار إلى تنشيط الاتفاق الموقع بين البلدين الذي يشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والفنية والتعليمية والثقافية والشبابية والرياضية، وعلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والشؤون الإسلامية. وقلد السلطان حسن البلقيه، الملك سلمان أعلى وسام في السلطنة، وهو «الأسرة المالكة» لعرش بروناي.