عرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، رؤيته للسياسة الخارجية في سنته الأولى بالسلطة خلال خطابه الأول أمام الكونغرس الثلاثاء لتتضمن تأكيدات واضحه على نيته محاربة تنظيم داعش مع الحلفاء بالعالم الإسلامي علاوة على تشديده للعقوبات على إيران رغم تأكيده في الوقت نفسه على أولوية السياسة الأمريكية بالنسبة إليه. وأكد ترمب في كلمته والتي جاءت بلهجة تصالحية غير مسبوقة منذ بداية حملته الانتخابية ، ليظهر بمظهر رجل الدولة الذي يدلي بتصريحات تحض على الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف واستنباط العبر السياسية بتحول واضح مقارنة بمسار الأمور خلال الأسابيع الخمسة الأولى له بالبيت الأبيض. وطالب الرئيس الأمريكي "مواصلة العمل مع الحلفاء والأصدقاء، ولا سيما من العالم الإسلامي لاجتثاث تنظيم داعش الإرهابي من على وجه الأرض" قائلا: "كما وعدتكم فإنني طلبت من وزارة الدفاع وضع خطة لتدمير داعش، وهي شبكة من الوحوش الخارجين عن القانون الذين يذبحون المسلمين والمسيحيين. الرجال والنساء والأطفال من كل الأديان والمعتقدات." كما هاجم إيران عبر التذكير ب"فرض عقوبات جديدة على الكيانات والأفراد الذين يدعمون برنامج إيران للصواريخ الباليستية". وشدد الرئيس الأمريكي على التحالف القوي مع إسرائيل، وكذلك على انتهاج "سياسة خارجية قائمة على الانخراط المباشر والقوي والجاد مع دول العالم كافة". وأكد ترمب احترام بلاده ل"حق جميع الدول في رسم طريقها الخاص"، وتطرق إلى ملف اللاجئين قائلا إن الحل الوحيد والطويل الأجل للكوارث الإنسانية هو خلق الظروف التي "تمكّن النازحين من العودة إلى الوطن بسلام". وتوجه ترمب إلى أعضاء الكونغرس بالقول إن الولاياتالمتحدة "ستعمل بدفع من الطموح ولن تكون مقيدة بالخوف وبلحظات الفشل الماضية" داعيا المواطنين الأمريكيين إلى "تقبّل تجديد روح أمريكا". وأضاف: "أطالب جميع أعضاء الكونغرس بمشاركتي في الحلم الكبير والجريء.. أطالب الجميع باستغلال الفرصة والإيمان بأنفسهم وبالمستقبل، والأهم.. بأمريكا." ورأى عدد كبير من السياسيين الأمريكيين أن ترمب تمكن من إضفاء طابع جديد على شخصيته السياسية من خلال هذا الخطاب، وقال رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن ترمب "تحول بالفعل إلى رئيس" متوقعا أن يؤدي ذلك لرفع نسب قبوله بين الجمهور، بينما قالت النائبة الديمقراطية، هايدي هيتكامب، إن الخطاب كان "جيدا جدا" ويحتوي على أهداف جميلة، ولكنها نبهت إلى أن العبرة ستكون "في التنفيذ." ورغم الطابع الإيجابي للخطاب، إلا أن ترمب لم يتراجع عن الكثير من أطروحاته المثيرة للجدل، فقد كرر استخدام مصطلح الحرب على "الإرهاب الإسلامي المتطرف" رغم رفض مستشاره للأمن قومي، الجنرال ماكماستر، له، كما تعهد بالعمل سريعا على بدء بناء السور الحدودي بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. وحاول ترمب خلال الخطاب الدفاع عن مسيرته السياسية حتى اللحظة، فقال إن انتخابه دفع شركات كبرى مثل "فورد" و"سبرنت" و"سوفت بنك" للاستثمار بشكل كبير في أمريكا عبر ضح مليارات الدولارات، كما ذكر أن الأسهم في البورصات الأمريكية رفعت قيمتها بقرابة ثلاثة ترليونات دولار. ورغم تأكيد ترمب على أن سياسته الخارجية ستقوم على أساس مبدأ "أمريكا أولا" إلا أنه شدد على دعمه لحلف الناتو، وإن كان قد طالب سائر أعضاء الحلف بدفع التزاماتها المالية قائلا: "أنا لست رئيس العالم. أنا رئيس أمريكا. ولكننا نعرف أن أمريكا تكون بوضع أفضل كلما تراجعت الحروب والصراعات في العالم." وأضاف "نتوقع من حلفائنا سواء في حلف شمال الأطلسي أو الشرق الأوسط أو المحيط الهادي القيام بدور مباشر وذي مغزى في العمليات الاستراتيجية والعسكرية ودفع نصيبهم العادل في التكلفة".