وسط اهتمام إقليمي ودولي، يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم، جولة تاريخية بالشرق الآسيوي تتضمن زيارة 6 دول هي ماليزيا وإندونيسيا واليابانوالصين والمالديف وجمهورية بروناي، إضافة إلى الأردن، فيما أكدت تقارير دولية على أهمية هذه الجولة التي تأتي في ظل ظروف معقدة تعانيها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن ما يمر به العالم من تغيرات يلعب الاقتصاد دورا مهما فيها. وحسب التقارير فإن زيارة خادم الحرمين إلى الشرق الآسيوي، تستهدف إلى جانب توثيق العلاقات السياسية بين المملكة والدول الآسيوية الخمس، إيجاد فرص اقتصادية جديدة في إطار رؤية المملكة 2030، بجذب استثمارات جديدة وضخها في المشاريع التنموية السعودية، علاوة على الاستفادة من شراكات متميزة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والإنسانية. وتوقعت التقارير أن تضطلع البنوك والشركات الآسيوية بأدوار رئيسية في خطط المملكة لتطوير قطاعها غير النفطي وزيادة استثماراتها العالمية، وجميعها جزء من محاولات السعودية عملاق تصدير الخام لتقليص اعتمادها على إيرادات النفط. وقالت التقارير إن الجولة التاريخية لخادم الحرمين في آسيا تدشن لعهد جديد في العلاقات السعودية الدولية، وعدم الاقتصار على الدول الغربية فقط، وإنما توثيق العلاقات مع دول الشرق الآسيوي، بما ينعكس إيجابا على العالمين العربي والإسلامي. ترقب ماليزي ويستهل خادم الحرمين جولته التاريخية للشرق الآسيوي بزيارة لماليزيا اليوم التي تربطها بالمملكة علاقات دبلوماسية منذ الستينيات من القرن الماضي، حيث توثقت هذه العلاقات على مدى العقود الماضية من خلال التعاون في كافة المجالات، فضلا عما شكلته وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية كأساس متين لهذه العلاقات. وتوقعت مصادر أن تشهد زيارة خادم الحرمين لماليزيا بحث التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمارات والموارد البشرية، إلى جانب توقيع اتفاقات تعاون في هذه المجالات. كما توقعت المصادر أن توقع أرامكو اتفاقا خلال الزيارة للتعاون مع شركة النفط الحكومية الماليزية بتروناس في مشروعها للتطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات. آمال إندونيسية تأمل إندونيسيا، والتي تمثل المحطة الثانية في جولة خادم الحرمين، في أن تتوج الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين، بعقد صفقات استثمارية بمليارات الدولارات. والزيارة هي الأولى التي يجريها ملك سعودي منذ عام 1970، وتبدأ في الأول من مارس المقبل، وتنتهي في التاسع من الشهر ذاته. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قال أمين عام مجلس الوزراء في إندونيسيا، برامونو أنونج، إن الملك سلمان، والرئيس جوكو ويدودو، سيناقشان قضايا تجارية. وأضاف في تصريحات صحفية، أن الملك سلمان سيلتقي كبار المسؤولين التنفيذيين وزعماء أكبر المنظمات الإسلامية في إندونيسيا. وقال وزير الحكومة برامونو أنونج لصحيفة جاكرتا جلوب إن الرئيس الإندونيسي سيكون على رأس مستقبلي خادم الحرمين الشريفين في المطار، لافتا إلى أن هذا الاستقبال هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد. وحسب الصحيفة سيوقع الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الزيارة اتفاقيات استثمار بقيمة 6 مليارات دولار خاصة بشركة أرامكو، إضافة لاتفاقيات أخرى بقيمة مليار دولار، وهو ما سيرفع الاستثمارات إلى 25 مليار دولار، كما ستقدم المملكة الدعم لعائلات الإندونيسيين الذين توفوا أثناء الحج. التعاون مع اليابان تبدأ زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى اليابان في 12 مارس القادم، وهي المحطة الثالثة في جولة الملك سلمان بن عبد العزيز بشرق آسيا، والأولى لملك سعودي إلى هذا البلد منذ 46 عاما، وإحدى المحطات الأبرز في هذه الجولة. وأفاد الباحث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض ماكيو يامادا، بأن الرياض تعمل على جذب استثمارات اليابان صاحبة الاقتصاد الثالث عالميا، خصوصا في قطاعات كالطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والترفيه. وسبق أن زار ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان، طوكيو في سبتمبر للتأسيس لتوثيق العلاقات الثنائية مع اليابان، فيما بدأت شركات يابانية تدريب شبان سعوديين ليحلوا محل ملايين العمال الأجانب الذين يحركون عجلة الاقتصاد في المملكة. التوافق مع الصين وفيما تأتي الصين كمحطة رابعة في جولة خادم الحرمين الشريفين لشرق آسيا، قال مراقبون إن العلاقات السعودية الصينية ترتكز على أركان أساسية تشمل: دعم العلاقات الاقتصادية، الاهتمام بالصناعة والاستثمار، والعناية بمسائل الأمن والطاقة، والتعاون العلمي والثقافي، والتوافق السياسي في مختلف القضايا، مشيرين إلى أن العلاقات بين بكينوالرياض تمتد لنحو 78 عاما. وتشكل الصين الاقتصاد الثاني في العالم أكبر المصدرين إلى السعودية، وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن التبادلات بين البلدين بلغت 69,1 مليار دولار في 2014، فيما قالت مصادر صينية إن بكين ستكون حريصة على دعم التحرك السعودي لدعم الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط والتصدي للإرهاب.