يوما ما قد يصل إيميل أو خطاب رسمي من إدارة التوظيف بالاستغناء عن خدمات الموظف، لأي سبب كان وهو حسب الدارج اليوم ضعف العمل وقلة المداخيل مما يجعل التخفيف من الأعباء الإدارية وتقليص الموظفين أحد الحلول غير المحببة. أغلب الموظفين لديهم أشياء تخصهم على طاولة المكاتب من صور للأبناء أو شاحن جوال أو أي شيء آخر، ويستدعي ترتيبه للمتعلقات بعد استلام الورقة المشؤومة تلك، توفير كرتون ورقي لحمل تلك الأشياء ويمر مودعا زملاءه بحزن. هذا مشهد قد تطالعه في عدة أفلام أو مسلسلات لكنه اليوم أصبح مشهودا أكثر، لهذا الحديث عن كرتنة الموظفين المقصود بها الاستغناء عنهم دون دراسة أو سبب حقيقي لمجرد تخفيف التكاليف، مع الأسف بعض الشركات لجأت لتلك الطريقة على حساب أبناء الوطن. وأنا لست عاطفيا في طرحي بل منطقيا، فابن البلد هو الموظف الأكثر استمرارية واستقرارا متى ما وجد البيئة العملية المناسبة له ولقدراته. والأخطر أن يتم الاستغناء عن السعوديين على حساب الأجانب ومن يسلمك خطاب الاستغناء هو موظف أجنبي. من المرجح أن يكون لهذا المقال وغيره من الطرح المتزن التأثير على أصحاب الأعمال بعدم تخريب بيوت أو هدم كيانات بمثل هذه القرارات، فالقطاع الخاص هو المولد الحقيقي للأعمال والوظائف وليس كما كان في السابق الجهد كله على الدولة، ويجب على القطاع الخاص كما استفاد من سنوات الرخاء بالدعم المادي والمهني وبكل أنواع الدعوم، أن يقف مع الدولة باستيعاب الموظفين وعدم الاستغناء عن الجدير بالبقاء أو من اجتهد ويستحق فرصة أخرى، بدلا من جعله رقما في كشف يوقع عليه مدير توظيف أجنبي مع الأسف.