يبدو أن فلسفة المفكر الألماني فريدريش نيتشه ورأيه في خداع الجماهير عندما قال: «لست منزعجا لأنك كذبت علي، لكنني منزعج لأنني لن أصدقك بعد هذه المرة»، تنطبق على حال الكثير من السعوديين الذي حيرهم الرقم 60 في نسب الإحصاءات والبيانات الصادرة عن القطاعات الحكومية والخاصة. لكن ما السر في هذا الرقم، الذي أثار فضول السعوديين، خصوصا أن حكاياتهم وأحوالهم باتت مخصصة لهذا الرقم (60%)، فباتت هذه النسبة من المسلمات في نتائج أي استبانات، مما يضعها في إطار ما يسمى بدراسات «سلق بيض» دون دراية بعواقبها على الخدمات المقدمة للمواطنين. ونضرب أمثلة على «أبو الأرقام»، حيث يقول وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر إن 60% من سكان المملكة مستأجرون، ويرى عضو الشورى خليل الخليل أن 60% من الشباب السعودي جاهزون للانضمام لداعش، ويعتقد وزير المالية محمد الجدعان أن 60% من الشعب السعودي أغنياء، فيما قدّرت وزارة الصحة أن 60% من السعوديين يعانون من السمنة، وقس عليها الكثير من التصريحات التي تلتصق بهذا الرقم «المعجزة». وبين مكذب ومصدق للنسب التي يعلن عنها مسؤولو الدولة أو المحسوبون على القطاع الخاص، تبقى نسبة ال 60% هي «الصاري» الذي تستند عليه الكثير من النتائج المعلنة في وسائل الإعلام المختلفة عن واقع أحوال السعوديين في الاقتصاد والصحة والفن ومجالات علم النفس والاجتماع وغيرها.