لا يواكب حاضر حي معكال ماضيه، فالمنطقة التي تتوسط الرياض القديمة، كانت في السابق صاخبة وحيوية، تحتضن الوجهاء والتجار، وحازت على اهتمام الأديب عبدالله بن خميس (رحمه الله) إذ أوردها في كتابه «معجم اليمامة»، إلا أن الحي للأسف بات يعاني حاليا الإهمال، فغابت عنه الخدمات التنموية، فتكدست النفايات في زواياه وتهالكت طرقه وتزايدت المنازل المهجورة فيه، ورحل سكانه الأصليون، وحل مكانهم مخالفو أنظمة العمل والإقامة. ورغم تنوع مشكلات الحي، إلا أن أبرز ما يعانيه السكان، انقطاع المياه وتعطل الكهرباء خصوصا بهطول الأمطار، ما يتسبب في حدوث تماسات في المنازل ويهدد الأهالي بالصعق. ووصف علي عبدالله مشكلة الكهرباء في الحي ب«الأزلية»، لافتا إلى أن خطرها يتفاقم بهطول الأمطار. وقال: «تزداد معاناتنا كثيرا ويتكرر انقطاع الكهرباء لأيام عدة، والشركة لا تتجاوب مع بلاغاتنا»، متمنيا إنهاء معاناتهم سريعا. وطالب محمد علي محمد بإصلاح الكهرباء وإيجاد حل لأزمة انقطاع الماء عن الحي، مشيرا إلى أن مشكلات معكال كثيرة وبحاجة لوقفة جادة من الجهات المختصة. وحذر أمجد يوسف من انتشار المنازل المهجورة في الحي، بعد أن تحولت إلى أوكار للمخالفين والكلاب الضالة، ومخازن للممنوعات، مشددا على أهمية إجبار ملاك المنازل المهجورة على إزالتها لوضع حد للأضرار الناجمة عنها. ونبه يوسف إلى مخاوف السكان من تزايد شقق العزاب التي تؤوي جنسيات مختلفة تجاور مساكن الأسر والعوائل، محملا مكاتب العقار مسؤولية تزايد هذه المخالفة، مطالبا بإيقاف تأجير العزاب للشقق. ورأى سالم محمد أن حل المشكلة لدى الجهات الأمنية التي يجب أن تتدخل لمنع المكاتب من التأجير للعزاب، وتحديد أماكن سكن لهم. وشكا بشير محمد من تكدس النفايات في أروقة الحي، وغياب فرق النظافة عنه، لافتا إلى أن تدني مستوى الأصحاح البيئي جعل معكال غير صالح للسكن. وأوضح أن النفايات أصبحت مكانا لتجمع الحيوانات السائبة وتكاثر الفئران، فضلا عن أنها تصدر الروائح الكريهة والأمراض للسكان، مشددا على أهمية الارتقاء بالإصحاح البيئي، ومضاعفة عمال النظافة. وشدد محمد اليوسف على أهمية إعادة تأهيل معكال، ومعالجة مشاكل الشوارع والكهرباء والماء، متمنيا ترتيب الحي وتنظيمه وتوسيع شوارعه وسفلتتها. وانتقد اليوسف تزايد الأطفال المتسولين في الحي، مطالبا بمعالجة المشكلة، معتبرا أولئك الصغار مشروع خطر على المجتمع، في حال التقطهم ضعاف النفوس لتنفيذ جرائم وسرقات وغيرها من التجاوزات. وتساءل عن دور الجهات المختصة في ضبط الأمن في معكال مع انتشار المنازل المهجورة فيه، وتحولها إلى أوكار لضعاف النفوس.