أدخل أبو حامد جسده إلى جوار جسد زوجته في كيس النوم. وأحكما وثاقه من عند الرأس تفاديا للقمل والبق. كانت الشقوق في قدميه تزعجها. وتسبب لها قلقا. قالت «وراك يا مخلوق ما تدهن الفقوع بالوزنين حتى لا تشقق الكيس»؟ قال: خايفة على الكيس وإلا على سيقانك يا مستورة؟ زفرت ورددت «يا عمري عمراه». استيقظ باكرا. تسلل بهدوء ومرونة حتى لا ينغّص نوم الشريكة. اتجه إلى القربة. نكّس فمها في فتحة الإبريق النحاسي. حتى أيقن أنه امتلأ. فتح الباب وإذا بالضباب واصل العابر ردد ( أحوه. وش تا السمطة) ندر السفل. كفح الإبريق من فوق رأسه ولسانه يلهج «باسم الله. والله أكبر. أشهد». ثلاثة أرباع الماء طارت في الهواء. اطمئن أنه رفع الحدث الأكبر. أحست مستورة بدخوله فأخرجت جسدها من الكيس. وسألته «تروشت» أجاب «رشّقي الدلة لين أعوّد م المسيد» تناولت ثوبها من المعلاق. وبخست الملة وإذا بجمرات القرض لا زالت محتفظة بحيويتها. تناولت عودين ووضعتهما فوق الجمر. استقربت ماسورة مزمومة الأطراف وبدأت النفخ كأنها تعزف الناي. فتحت الركوة ووضعت برؤوس أصابعها من بنها المطحون. وصبت فوقه من الكفكيرة الماء. وضعتها فوق الكانون. فيما تناولت إبريقها. وندرت تغتسل. لبست كرتتها. والتفعت بالشرشف. صلت ركعتين على عجل وعينها على عنق الركوة لا يطفر. انتخشت من جالوق التمر حبات. وضعتها فوق الحرانة. عاد الزوج. غمس التمرات في فنجال القهوة. وازدردها على عجل. قام ليضع الشداد فوق جمله (زريق) ومد الخطى تجاه الشرق. ما أشرقت الشمس إلا وهو على مشارف القاع العامر بالقرض. احتطب وشدّ حمله على جمله. في طريق العودة ترصده بعض الخطلان من قرية مجاورة. وأصابوا الجمل برصاصة في ساقه. فبرك. أبلغ الجماعة بما وقع عليه من تعدٍ. قررت القرية أن تقطع على المعتدين الطريق إلى السوق. باتفاق صناديد من ثلاث قرى لهم قول وفعل. بعد ثلاثة أسابيع من حرمانهم سوق الخميس. تقاطروا في عرضة مختمين ومعتذرين وأصواتهم تملأ الوديان (جينا بعرضة فوق عرضة. نبغي بها سوق الخميس. وولدنا يبغي عمامة. وبنتكم تبغي عريس). علمي وسلامتكم.